لم تعد عربات الدفع للحيوانات الأليفة منتجًا غريبًا في الوقت الحالي، بل أصبحت ظاهرة شائعة نراها في الحدائق، والمتاجر، والمطارات، وحتى في الشوارع. فقد تحوّلت هذه العربات في عصرنا إلى أداة حديثة يستخدمها أصحاب الحيوانات للتنقّل بها في مختلف الأماكن.
لكن مع كثرة استخدامها، يتساءل البعض: هل هي ضرورية فعلًا وتوفّر راحة حقيقية للحيوانات وأصحابها، أم أنها مجرد موضة جديدة تعكس اهتمامًا مبالغًا فيه بتدليل الحيوانات؟
عربات الحيوانات الأليفة.. وسيلة راحة أم ترف غير ضروري؟
في هذا السياق، نشر موقع "PetMD" المتخصص في صحة الحيوانات الأليفة مقالًا أوضح فيه الفوائد الصحية والعملية لاستخدام عربات الحيوانات الأليفة، وتساءل ما إذا كان يمكن أن تشكّل حلًا في بعض الحالات.
ميزة عملية
في كثير من الحالات، تكون عربات الحيوانات الأليفة أداة عملية جدًا، فهي توفر حماية للحيوانات من الأسطح الساخنة في الصيف، أو من خطر التدافع في الأماكن المزدحمة.
وبالنسبة للكلاب الصغيرة ذات الأرجل القصيرة أو الحيوانات الأليفة التي تعاني من مشاكل في المفاصل، فإنها تتيح لها فرصة الاستمتاع بالنزهات الخارجية من دون أن تجهد نفسها.
كما أن عربات دفع الحيوانات تسهل على أصحاب الحيوانات الأليفة التنقل معها في الأماكن العامة التي لا تسمح بدخول الحيوانات الأليفة إلا إذا كانت محمولة أو في عربة، مثل المطارات أو بعض مراكز التسوق.
وبذلك، تصبح العربة وسيلة لدمج الحيوانات الأليفة بشكل أكبر في الحياة اليومية لأصحابها، بدلاً من إبقائها في المنزل.
ترند يعكس المبالغة
من ناحية أخرى، أصبحت عربات الحيوانات الأليفة ترمز إلى المبالغة في تدليلها، وقد تكون غير ضرورية في كثير من الحالات.
فالحيوانات الأليفة، خاصة الكلاب، تحتاج إلى المشي والجري لتبقى بصحة جيدة وتحصل على التمارين اللازمة، في حين أن استخدام العربة بشكل مفرط قد يحرمها من هذه الفرصة المهمة.
كما أن هذا الاتجاه قد يساهم في إبعاد الحيوانات عن طبيعتها الفطرية في الاستكشاف والتفاعل المباشر مع البيئة.
أي بدلًا من أن يستكشف الكلب الأرض ويتشمم الروائح من حوله، قد يبقى محصورًا داخل عربة وكأنه مجرد دمية، وهو سلوك قد يؤثر سلبًا على صحته النفسية ويجعله أقل تفاعلًا مع محيطه.
بالمحصلة، يمكن لعربات الحيوانات الأليفة أن تكون إيجابية إذا استُخدمت كوسيلة مفيدة وضرورية في حالات معينة مثل التسوّق أو السفر، وليس بشكل يمنع الحيوان من ممارسة حياته الطبيعية والبيولوجية.
فالأمر يعتمد على احتياجات الحيوان الأليف، أو إذا كان مصابًا ويعاني من مشكلة ما، إضافةً إلى نمط حياة صاحبه. لذلك يتطلب الأمر موازنة بين توفير الراحة وتلبية الاحتياجات الطبيعية للحيوان.
