لا شيء يضاهي فرحة جمع الأصدقاء والعائلة في مناسبة خاصة. لكن صورة واحدة تُشارك في الوقت أو المكان غير المناسبين قد تُفسد تلك اللحظات، لذا، من الضروري الالتزام بآداب مشاركة الصور.
وسواء كنت تلتقط الصور بكاميرا احترافية، أو بكاميرا جيب صغيرة، أو حتى بهاتفك المحمول، فهناك قواعد بسيطة في آداب التصوير من شأنها أن تجعل التجربة ممتعة لك ولمن حولك على حد سواء.
قد تبدو بعض هذه النصائح بديهية، لكن حتى إن كنت تعتقد أنك على دراية بها، فلا بأس من مراجعتها لتجديد الذاكرة.
هل سبق لك أن وقفت في منتصف الحفل لالتقاط صورة للعروسين؟ أو شققت طريقك بين مجموعة أطفال لتصوّر أحدهم وهو يفتح هديته؟ قد تظن أنك التقطت صورة رائعة، لكنك ربما أزعجت الآخرين أو سببت إحراجا من دون قصد.
غالباً ما تكون أفضل الصور ثمرة التحلي بالهدوء، والتصوير من خلف الكواليس.
حتى إن لم تكن المصور الرسمي، بل مجرد ضيف يحمل كاميرا، تذكّر أن الآخرين جاءوا ليستمتعوا بالحدث، لا ليتزاحموا معك على زاوية الرؤية.
من منظورهم، المصور المتحمس الذي يحجب الرؤية هو مصدر إزعاج لا إضافة.
الحل؟ ابحث عن زوايا تصوير بديلة لا تفسد التجربة على الحاضرين. فكر في اقتناء عدسة زوم لحالات كهذه، أو اقرأ عن تجارب مصورين آخرين تعاملوا مع مواقف مشابهة.
وقد تُفاجأ بمدى جمال الصور التي يمكنك التقاطها من زوايا غير مألوفة، وربما تكتشف أسلوبا جديدا يثري رؤيتك كمصور.
ليس الجميع يحب أن يُلتقط له الصور، الواقع أن كثيراً من الناس يفضلون الاستمتاع باللحظة من دون كاميرا في وجوههم.
في المرات القادمة، سواء كنت في حفلة عيد ميلاد، أو مناسبة دينية، أو مباراة رياضية، خذ دقيقة واسأل: هل يمانع أحد إن التقطت بعض الصور؟ هذه البادرة البسيطة تفتح لك الأبواب وتحظى بتقدير الجميع — من العم الخجول، إلى المدرب الحازم، إلى الجدة التي تفضل البقاء بعيدا عن الكاميرا.
وإذا كنت ضيفا في مناسبة كبيرة كحفل زفاف، فمن الذوق أن تستأذن المصور الرسمي قبل أن تبدأ في التقاط الصور بنفسك.
فربما تكون تصرفاتك غير مقصودة لكنها تعرقل عمله، وتُزعج العروسين.
نعيش في زمن نتشارك فيه الصور على فيسبوك وإنستغرام وتويتر وغيرها من المنصات بمجرد ضغطة زر.
ومع أن القانون في كثير من الحالات لا يمنعك من نشر صورة التقطتها، خصوصا في الأماكن العامة، فإن الذوق الرفيع يفرض شيئاً آخر: أن تستأذن قبل النشر.
بعض الأشخاص لديهم أسباب خاصة لعدم رغبتهم في الظهور على الإنترنت — من ماضٍ شخصي، أو تحفظ ديني، أو ببساطة الرغبة في الخصوصية.
لذا، لا تفترض أن الجميع سيُسر برؤية صورهم على حسابك، بل اسأل، هذه اللفتة البسيطة يمكن أن تبني جسورا من الثقة والاحترام، وتُظهر أنك تُقدر خصوصيتهم.
حتى إن لم تكن الوجوه واضحة في الصورة، من الأفضل استئذان الوالدين مثلاً، عند نشر صور لأطفالهم. وسيُقابل هذا غالباً بالامتنان والموافقة.
ليس كل موقف يستدعي الكاميرا، حين تُدعى لحفل تخرج، أو رحلة مع الأصدقاء، تذكر أنك دُعيت لتكون "جزءاً من الحدث"، لا مصورا محترفاً له.
أحياناً أفضل الصور هي تلك التي لم تُلتقط، لأنك كنت حاضرا بالروح والجسد، لا منشغلا بعدسة التصوير.
من الجميل أن توثّق اللحظات، لكن الأجمل أن تعيشها، التقط صورة أو اثنتين، ثم ضع الكاميرا جانبا، وشارك الآخرين ضحكاتهم وحديثهم وذكرياتهم.
تذكر، آداب التصوير ليست قواعد صارمة، بل دلائل على الذوق والوعي الاجتماعي.
قد تجد نفسك أحيانا في مواقف تتطلب الحُكم السليم، والتقدير الواعي للزمان والمكان. تذكر دائماً: التصوير فن، لكن الاحترام هو أساس هذا الفن.