الجميع يبحث عن الاستثمار والتحرر من عبء الوظيفة نحو ظروف أكثر استقلالية بالعمل الخاص، ولكن لتحقيق ذلك يجب أن تكون الخطوات مدروسة وليست عشوائية.
فكُثُرٌ يجدون أنفسهم في حلقة ثابتة بين تلقي الراتب وتغطية النفقات، ما يترك القليل أو لا شيء للادخار أو الاستثمار.
لذا فالتحول من الراتب إلى الحرية المالية والاستثمار ممكن، ويبدأ بتغيير العقلية التي نفكر بها، إضافة إلى الانضباط، والتعلم المستمر، والتخطيط المالي السليم، لفتح أبواب المستقبل نحو حرية مالية بعيدا عن الوظيفة والراتب.
وفقًا لدراسة نشرت في مجلة فوربس، فإن الأفراد الذين يبدأون رحلتهم نحو الحرية المالية يركزون بشكل أساسي على بناء عادات مالية سليمة قبل الخوض في استثمارات معقدة.
بالإضافة إلى فهم الدخل النقدي وتحديد الأهداف المالية الواضحة فهما حجر الزاوية الذي تبنى عليها الحرية المالية، فهي ليست مجرد مسألة كسب المزيد، بل هي مسألة إدارة ما تكسبه بذكاء. تعرف كيف تبدأ الحرية المالية:
قبل أن تبدأ أي شيء، عليك أن تعرف إلى أين أنت ذاهب، حدد أهدافك المالية بوضوح، سواء كانت قصيرة الأجل مثل إنشاء صندوق طوارئ، أو متوسطة الأجل مثل شراء منزل، أو طويلة الأجل مثل التقاعد المبكر.
كتابة هذه الأهداف تجعلها حقيقية وقابلة للقياس. يجب أن تكون أهدافك محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، مرتبطة بجدول زمني محدد، ما يسهل عليك تتبع تقدمك وتحقيقها.
لا يمكن إدارة ما لا يمكنك قياسه، وهنا يجب وضع ميزانية شهرية يسمح لك بفهم أين تذهب أموالك. ابدأ بتسجيل كل دخلك ونفقاتك لمدة شهر كامل، بعد ذلك، صنّف هذه النفقات لتحديد المجالات التي يمكنك تقليلها أو التوقف عنها.
فهذه الخطوة البسيطة تمنحك سيطرة كاملة على أموالك وتكشف لك فرصًا غير متوقعة للادخار والاستثمار.
يعد صندوق الطوارئ خط الدفاع الأول ضد الأزمات المالية غير المتوقعة مثل فقدان الوظيفة أو النفقات الطبية الطارئة. يوصي الخبراء بجمع ما يعادل 3 إلى 6 أشهر من نفقاتك المعيشية في حساب توفير منفصل وسهل الوصول.
الديون، خاصة تلك ذات الفوائد المرتفعة مثل ديون بطاقات الائتمان، هي عائق كبير أمام بناء الثروة. كلما أسرعت في سدادها، قللت من الفوائد التي تدفعها وأسرعت في توجيه أموالك نحو الاستثمار.
بمجرد أن تكون لديك ميزانية، وصندوق طوارئ، وبدأت في سداد ديونك، حان الوقت لوضع أموالك في العمل.
لست بحاجة إلى أن تكون خبيرا في الأسواق المالية. يمكنك البدء باستثمارات بسيطة ومناسبة للمبتدئين مثل صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) أو الاستثمار في الأسهم المستقرة.
ويجب البدء بمبالغ صغيرة ثم زيادتها تدريجيا. وكلما بدأت مبكرا، زادت قوة الفائدة المركبة في بناء ثروتك.
الحرية المالية ليست سباقا سريعا، بل مرحلة تتطلب الصبر والالتزام والتعلم المستمر. ومن خلال تطبيق الخطوات السابقة تستطيع تحويل راتبك إلى أداة فعالة لبناء حرية مالية مستقبلية.