لم يعد الهاتف مجرد نافذتنا إلى العالم، بل أصبح امتدادًا لحضورنا اليومي، ولا سيما في فضاء وسائل التواصل الاجتماعي الواسع.
ولم تعد اللقاءات والتجمعات محصورة في الأطر التقليدية أو المناسبات الرسمية، بل تطورت لتشمل طرق تفاعلنا، وصورتنا التي نُظهر بها أنفسنا، والطريقة التي نستهلك بها المحتوى، عبر المؤثرين الذين باتوا جزءًا لا يتجزأ من مشهدنا اليومي.
من فتح الصناديق أمام الكاميرا، إلى استعراض المنتجات والتجارب، تظهر أصول جديدة للذوق، بعضها معلن وواضح، وبعضها يتسلل إلينا بشكل ضمني لكنه لا يقل تأثيرًا.
شهد الظهور على وسائل التواصل الاجتماعي تطورا مذهلا وسريعا خلال السنوات الماضية.
كانت المنصات مجرد مساحات لمشاركة اللحظات الشخصية ولم تكن هناك قيود حول كيفية تقديم المحتوى.
تعلق الأمر بالبساطة والواقعية، ولكن مع صعود ظاهرة المؤثرين ودخول العلامات التجارية بقوة إلى هذا العالم، تحولت هذه المنصات إلى مساحات احترافية تتطلب مستوى معينا من التخطيط والإنتاج.
في العقد الماضي، تحول المشهد من مجرد نشر صور شخصية بسيطة إلى إنتاج محتوى عالي الجودة يتنافس على جذب الانتباه.
وهذا التغير المستمر يعكس كيف أن المساحات الرقمية ليست مجرد أدوات، بل هي بيئات اجتماعية متطورة تفرض قواعدها الخاصة. تعرف على تطوّر إتيكيت التعامل مع البث الرقمي على السوشال ميديا:
وهي قاعدة ذهبية أولى، في عالم الإعلانات، يبحث الجمهور فيه عن الأصالة. ويجب على المؤثر أن يكون واضحا وصريحا بشأن ما إذا كان المنتج الذي يستعرضه إعلاناً مدفوعاً أم لا.
فعدم الإفصاح عن المحتوى الإعلاني ليس فقط انتهاكا لقواعد الذوق، بل قد يكون مخالفة قانونية في العديد من الدول.
عندما يقوم مؤثر بـ"فتح صندوق" (unboxing) لمنتج أو يستعرضه، يجب أن يتم ذلك بطريقة احترافية. هذا يشمل:
الفيديوهات الطويلة جدا أو التي تفتقر إلى جوهر قد تسبب الملل، ويجب أن يكون المؤثر قادراً على إيصال رسالته بوضوح واختصار قدر الإمكان.
التركيز على المعلومات الأساسية وتقديمها بطريقة شيقة هو الأهم، بالإضافة إلى تقسيم الفيديو إلى أقسام صغيرة، أو استخدام الملخصات، التي تساعد في الحفاظ على انتباه المشاهد.
طريقة المؤثر في تناول الطعام، أو ارتداء الملابس، أو استخدام أي منتج يجب أن يكون هناك قدر من الاعتدال وتجنب المبالغة التي قد تبدو مصطنعة أو غير لائقة.
فتناول الطعام بشهية طبيعية يختلف عن محاولة إثارة رد فعل مبالغ فيه قد ينفر المشاهدين.
على الرغم من أن بعض المؤثرين يعتمدون على المحتوى الاستفزازي لجذب الانتباه، إلا أن هذا قد يأتي على حساب الذوق العام والاحترام.
فالمحتوى الذي يحمل رسائل سلبية، أو تمييزية، أو غير أخلاقية، هو تجاوز كبير لقواعد الذوق وقد يؤدي إلى فقدان شريحة كبيرة من الجمهور والثقة.
جزء كبير من الذوق هو كيفية تعامل المؤثر مع التفاعلات. الرد على التعليقات بأسلوب محترم وإيجابي، وحتى التعامل مع الانتقادات البناءة بصدر رحب، يعزز صورة المؤثر كشخص متواضع ومحترف.
الذوق والإتيكيت في عصر المؤثرين والبيئة رقمية مطلوب أيضا، وهو مزيج من الأصول التقليدية المرتبطة بالشفافية، والاحترافية، والقدرة على التواصل الفعال عبر الشاشات.