عندما يتعلق الأمر بالسلوك الاجتماعي المقبول، فإن لكل جيل وجهة نظره الخاصة. ما يعتبره البعض احتراماً بديهياً قد يبدو للبعض الآخر تصرفاً قديماً أو غير ضروري.
جيل الطفرة (Boomers) نشأ في زمن تَشكّلت فيه قواعد اللباقة بصرامة، لذا كثيراً ما يصابون بالحيرة أمام تصرفات الأجيال الجديدة التي تبدو لهم غير رسمية أو حتى متجاهلة للآخرين.
أما جيل Z، فيعتمد مبدأ الأصالة والسرعة في التعامل، ويرى أن كثيراً من قواعد الإتيكيت القديمة غير عملية أو مصطنعة.
لا أحد يقصد أن يكون فظاً، لكن مع تغيّر العالم – سواء في التكنولوجيا أو بيئة العمل أو طبيعة العلاقات – تغيّرت أيضاً معايير السلوك المهذب.
ولهذا السبب، هناك سلوكيات عديدة يعتبرها جيل الطفرة وقاحة بينما يراها جيل Z ببساطة الطريقة الطبيعية للتصرف.
للتذكير، فإن جيل الطفرة وُلد بين 1946 و1964 ويُعرف بتمسكه بالتقاليد، بينما جيل Z من مواليد 1997 وما بعد، ويتميّز بالصراحة والانفتاح والتعامل العملي مع الحياة.
سلوكيات لا يتقبلها الجيل القديم
موقع yourtango يعرض لنا هذه السلوكيات والاختلاف فيما بينها بالنسبة للجيلين.
1- عدم الرد الفوري على المكالمات الهاتفية
جيل الطفرة يرى أن تجاهل الهاتف يشبه تجاهل شخص يتحدث إليك مباشرة. أما جيل Z، فيرى أن المكالمات المفاجئة مزعجة إذا لم تُجدول مسبقاً، ويفضّل إرسال رسالة نصية أولاً لأنها تمنح الطرف الآخر حرية اختيار الوقت المناسب للرد.
تشير الدراسات إلى أن المكالمات غير المتوقعة تثير القلق لدى الشباب، ولذلك فإنهم يعتبرون تأجيل الرد لحين الجاهزية نوعاً من الاحترام.
2- التحدث بأسلوب غير رسمي مع أصحاب المناصب
جيل الطفرة اعتاد استخدام ألقاب رسمية مثل "سيدي" أو "مدام" عند الحديث مع الكبار أو المدراء.
أما جيل Z فيستخدم الأسماء الأولى ويتحدث ببساطة مع الجميع.
البيئة غير الرسمية تمنحهم شعوراً بالراحة والإنتاجية، ويرون أن المصداقية أهم من الالتزام بالشكليات.
3- إلغاء الخطط عبر الرسائل النصية
بالنسبة لكبار السن، إلغاء موعد في اللحظة الأخيرة يُعد خرقاً واضحاً للأدب، والأسوأ من ذلك أن يتم ذلك برسالة نصية.
لكن جيل Z يرى أن إرسال رسالة صريحة وسريعة أفضل من الاعتذار المزيف أو التجاهل الكامل.
فالشفافية وسرعة التواصل هما معيار الاحترام بالنسبة لهم.
4- التحدث عن الصحة النفسية علناً
جيل الطفرة نشأ على مبدأ كتمان مشاعر القلق أو الاكتئاب، بينما جيل Z يراها جزءاً طبيعياً من الحياة ويشاركها من دون خجل.
الأجيال الجديدة أكثر انفتاحاً على العلاج النفسي وتبادل الحديث عن الضغوط النفسية باعتبار ذلك تعبيراً عن الصدق واللطف.
5- استخدام الهاتف أثناء تناول الطعام
استخدام الهاتف على المائدة يُعد من قلة الأدب بالنسبة لجيل الطفرة. لكن جيل Z يرى أن تناول الطعام وقت مناسب لإنجاز أمور أخرى: تصوير، رد سريع على رسالة، أو تصفح عابر، من دون أن يمنعهم ذلك من التفاعل مع من حولهم.
الدراسات تؤكد أن الجيل الجديد أكثر تقبلاً لمزج الحياة الرقمية مع الواقعية.
6- التعبير المباشر عن الرغبات والاحتياجات
الأجيال السابقة كانت تميل إلى الإيحاء والتلميح عند طلب شيء ما، أما جيل Z فيفضّل الصراحة والوضوح.
بالنسبة لهم، التواصل المباشر يمنع سوء الفهم ويوفر الوقت والطاقة، وهو أيضاً انعكاس لاحترام خصوصية الآخرين وحدودهم.
7- الاستقالة من العمل من دون إنذار طويل
جيل الطفرة تربى على الولاء للشركات والبقاء في الوظيفة رغم الصعوبات، مع تقديم إشعار مسبق طويل قبل الرحيل.
أما جيل Z فيرى الوظيفة كعقد متبادل، لا التزام دائم.
هم يفضلون حماية صحتهم النفسية والتطور المهني على الولاء الأعمى، ويرون أن مغادرة بيئة سامة بسرعة أمر مشروع تماماً.
8- الاستغناء عن رسائل الشكر الورقية
كانت الرسائل اليدوية وسيلة أساسية للتعبير عن الامتنان، لكن جيل Z يكتفي برسالة نصية، تسجيل صوتي، أو حتى منشور صادق على وسائل التواصل.
المضمون أهم من الشكل بالنسبة لهم، والسرعة والصدق يغنيان عن البطاقة التقليدية.
9- طرح الأسئلة بدلاً من تنفيذ التعليمات مباشرة
جيل الطفرة يرى في الاعتراض أو السؤال نوعاً من قلة الاحترام، بينما جيل Z يرى في التساؤل تعبيراً عن الوعي النقدي والسعي للفهم.
المدارس والجامعات الحديثة تشجع على التفكير بدلاً من التلقين، وبالتالي أصبحت كلمة "لماذا؟" علامة على النضج لا الوقاحة.
10- التعبير عن الآراء بحرية على الإنترنت
البعض من جيل الطفرة يعتبر نشر الآراء الشخصية على الإنترنت تصرفاً وقحاً أو استعراضياً.
أما جيل Z فيستخدم الإنترنت كمساحة طبيعية للتعبير عن الذات والمواقف الشخصية.
بالنسبة لهم، التواصل الرقمي هو امتداد لحضورهم وهويتهم.
11- تقديم الوقت الشخصي على الالتزامات العائلية
جيل الطفرة كان يضع العائلة في أولوياته القصوى، ويحضر كل التجمعات مهما كانت ظروفه. بينما جيل Z يعطي أهمية لراحته النفسية ولا يتردد في الاعتذار عن المناسبات العائلية إذا لم يكن في حالة تسمح له بالحضور.
إنهم يؤمنون بأن العلاقات الصحية تُبنى على التفاهم واحترام الاحتياجات الفردية.
