في عالم يزداد فيه الاهتمام بالصحة والجمال، يبحث الكثيرون عن حلول سهلة وسريعة للتخلص من الوزن الزائد دون عناء كبير. فالحياة الحديثة بتسارعها قد لا تترك مجالاً للالتزام بالأنظمة الغذائية المعقدة أو ساعات طويلة من التمارين الرياضية.
لهذا السبب، تبرز الحاجة إلى إستراتيجيات بسيطة يمكن أن تندمج بسلاسة في الروتين اليومي، وتساعد على تحقيق أهداف اللياقة البدنية دون تضحية كبيرة بالوقت أو الجهد. فهل يمكن فعلا تحويل رحلة فقدان الوزن إلى تجربة سهلة وفعّالة؟
نشرت صحيفة "الديلي ميل" عن مجموعة من الباحثين طوروا عقاراً جديداً قد يغير قواعد علاجات السمنة الموجودة بالأسواق.
وفي التفاصيل، طوّر الفريق البحثي في جامعة كوبنهاغن عقاراً جديداً يعتبر نقلة نوعية في مجال علاج السمنة. والذي يعمل على تقليل الشهية وتعزيز حرق السعرات الحرارية، دون التسبب في الآثار الجانبية المزعجة التي تصاحب العديد من الأدوية الحالية.
يعمل العقار الجديد، بحسب ما نقلت الصحيفة عن البحث المنشور في مجلة Nature للصحة، من خلال تنشيط مستقبلات معينة في الجهاز العصبي تسمى مستقبلات نيوروكينين 2 (NK2R). والتي بدورها تلعب دوراً حيوياً في تنظيم توازن الطاقة والتحكم في مستويات السكر في الدم.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران أن تنشيط هذه المستقبلات أدى إلى زيادة ملحوظة في حرق السعرات الحرارية وتقليل الشهية، دون التسبب في أي أعراض جانبية مثل الغثيان.
كما أن هذه الطريقة قد تمنع فقدان كتلة العضلات، وهو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاجات الحالية مثل الغثيان.
لم تتوقف النتائج الإيجابية عند هذا الحد، فقد أظهرت دراسات لاحقة بحسب الصحيفة، على أن الثدييات المصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2، بأن تنشيط هذه المستقبلات أدى إلى خفض وزن الجسم وتحسين حساسية الأنسولين.
بالإضافة إلى ذلك، أسهم العقار في تقليل مستويات السكر في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول.
وعلى الرغم من أن العقاقير الحالية مثل "ويغوفي" و"موجارو" قد حققت نجاحاً كبيراً في علاج السمنة، إلا أنها غالباً ما تسبب آثاراً جانبية مزعجة مثل الغثيان، مما يجعل العديد من المرضى يتوقفون عن استخدامها.
ويشير الباحثون إلى أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة في مجال علاج السمنة، حيث يوفر بديلاً آمناً وفعالاً للعلاجات الحالية. كما أنه يمثل خطوة مهمة نحو تطوير علاجات أكثر استهدافاً للأسباب الجذرية للسمنة.
وأوضح زاك جيرهارت هاينز، الأستاذ المشارك في أبحاث التمثيل الغذائي للدراسة: نعتقد أن اكتشافنا سيسهم في جعل العلاجات أكثر تحملا وفعالية، ما يتيح فرصة للملايين من المرضى حول العالم.
ويعد العقار الجديد الذي تم اكتشافه في جامعة كوبنهاغن تطوراً واعداً في مجال علاج السمنة. آلية عمل العقار ونتائجه الأولية تشير إلى أنه قد يوفر حلاً آمناً وفعالاً لملايين الأشخاص الذين يعانون من هذه المشكلة الصحية المزمنة.