تشدد المؤسسات الصحية في العديد من الدول على أهمية التطعيم كحاجز وقائي ضد الحصبة، خاصة في ظل انتشار معلومات تفيد بأن فيتامين أ قد يكون علاجًا مساعدًا لتقليل شدة أعراض المرض.
وعلى الرغم من إجماع الأطباء على فوائد فيتامين أ للصحة العامة، فإنه لا يُعد بديلاً عن التطعيم، ولا يشكل علاجًا شافيًا للحصبة.
لذا، يُنصح الآباء، خاصة من لديهم أطفال صغار معرضون لخطر الإصابة، بالتأكد من تحديث تطعيمات أطفالهم واستشارة مقدمي الرعاية الصحية بشأن حصولهم على كمية كافية من فيتامين أ
هل يقلل فيتامين أ من خطر الوفاة بالحصبة؟
أشار وزير الصحة الأميركي روبرت ف. كينيدي الابن، في مقال له على شبكة فوكس نيوز، إلى أن الأبحاث تظهر إمكانية فيتامين أ في تقليل الوفيات الناتجة عن الحصبة بشكل ملحوظ.
وأضاف كينيدي في المقابلة كما نقلت دورية everydayhealth، بأن الحكومة الفيدرالية قامت بتوزيع جرعات من فيتامين أ في مقاطعة جينز بولاية تكساس، التي كانت مركزًا لتفشي المرض.
ما نعرفه عن فيتامين أ وعلاقته بعلاج الحصبة
لا يوجد علاج مضاد للفيروسات متاح حاليًا للحصبة، وقد تم استخدام فيتامين أ بشكل أساسي كإجراء علاجي للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في الدول النامية.
ومع ذلك توصي المؤسسة الوطنية للأمراض المعدية بإعطاء مكملات فيتامين أ للمرضى الذين يعانون من حالات حصبة خطيرة لتقليل خطر المضاعفات الشديدة، مثل العمى.
ففي مراجعة منهجية للدراسات المتعلقة بلقاح الحصبة وعلاج فيتامين أ، وجد العلماء أن جرعتين من فيتامين أ يمكن أن تقلل خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 62% لدى الأطفال المصابين بالحصبة، ولكنها لا تمنع انتشار المرض.
وأوضح كريستوفر سودفيلد، المؤلف الرئيسي للدراسة، أن معظم التجارب العشوائية التي أجريت لتقييم علاج فيتامين أ للحصبة كانت في مناطق جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا خلال الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حيث قد لا يحصل الأطفال على كميات كافية من فيتامين أ.
هل يجب تجربة فيتامين أ لعلاج الحصبة؟
تحذر باتسي ستينشفيلد، الرئيسة السابقة لمؤسسة الأمراض المعدية الوطنية، من أن آباء الأطفال المصابين بالحصبة والبالغين المصابين بها يجب ألا يتناولوا مكملات فيتامين أ من تلقاء أنفسهم.
وتوضح أن وصف الطبيب المتمرس لفيتامين أ للأطفال في المستشفى يعتبر علاجًا داعمًا، مثل إعطاء الأكسجين للمصاب بالالتهاب الرئوي، فهو لا يعالج الفيروس، ولكنه يدعم وظيفة المناعة خلال المرحلة الحادة من المرض.
مكملات فيتامين أ قد تكون جزءًا من الرعاية الداعمة لبعض الأفراد المصابين بالحصبة، وتشير الأبحاث إلى أنها قد تساعد في تقليل معدل الوفيات في بعض الفئات السكانية.
ولكن المكملات لن تمنع الناس من الإصابة بالحصبة، ويجب أن يكون التطعيم هو الأولوية الأولى في الوقاية من الحصبة.
