بعد أيام قليلة في المستشفى تحت رعاية الممرضات وخدمات الغذاء والدعم الطبي، تبدأ رحلة جديدة للأم والمولود عند العودة إلى المنزل.
وعلى الرغم من أن هذه اللحظة تحمل الكثير من المشاعر الإيجابية، إلا أنها قد تكون مليئة بالتحديات والاحتياجات التي لم تكن متوقعة. حيث لا تتوفر المساعدة التي كانت تجدها الأم في المستشفى.
العودة إلى المنزل بعد أيام من الإرهاق؛ بسبب الولادة قد يكون مُبهجا، وقد تكونين متشوقة لإدخال هذا الملاك الصغير لبيتكم لأول مرة، لكن مع هذه البهجة تأتي بعض التحديات التي تقلق منها الأم، وهذا ما نحاول مساعدتك فيه من خلال هذا الموضوع.
المولود الجديد يبدأ بالتأقلم مع الحياة خارج رحم أمه، وهو تغيير كبير يتطلب منه طاقة وجهدًا، رغم صغر حجمه. يومه الأول في المنزل سيكون مليئًا بالطعام والنوم والبكاء والتواصل، لذلك يساعدك التقبل وتوقع هذا على التعامل معه، حيث تضيع الكثير من الأمهات في دوامة الإرهاق المستمر؛ بسبب رفع سقف توقعاتهن والبحث عن الراحة بعد العودة إلى المنزل بعد الولادة.
بما أن معدة المولود صغيرة بحجم كرة بينج بونج، فهو يحتاج إلى التغذية كل ساعتين إلى أربع ساعات، بما يعادل 8 إلى 12 جلسة رضاعة يوميًا. يُفضل أن تتم الرضاعة عند الطلب، لأنها تلبي احتياجاته المتنوعة، مثل الدفء والتلامس الجسدي والشعور بالاحتواء. إذا شعرت الأم بأن طفلها لا يتوقف عن الرضاعة، يمكن استخدام الإصبع الصغير لتلبية حاجة المولود للامتصاص بشكل مؤقت.
رحلة العودة إلى المنزل قد تكون مرهقة جدًا للمولود. قد يغفو لساعات طويلة بعد وصوله. لكن من المهم عدم السماح له بالنوم لفترات تزيد عن ثلاث ساعات متواصلة، لضمان حصوله على ما يكفي من التغذية.
البكاء هو وسيلة المولود للتواصل مع العالم. سواء كان ذلك بسبب الجوع أو الحاجة إلى التهدئة، فإن الاستجابة المناسبة من الأم أو الأب تعزز شعور الطفل بالأمان. إذا استمر البكاء بلا سبب واضح، يُنصح بالتواصل مع طبيب الأطفال للاطمئنان.
بعد الولادة، تبدأ الأم في مواجهة التغيرات الجسدية والنفسية الناتجة عن هذا الحدث الكبير. من الألم الجسدي إلى النزيف، تحتاج الأم إلى دعم كبير لتجاوز هذه الفترة.
قد تعاني الأم من نزيف غزير وألم في منطقة الولادة أو البطن إذا خضعت لعملية قيصرية. استخدام الفوط الصحية الكبيرة والملابس المريحة قد يخفف من هذه الأعراض. كما يُنصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف وشرب الكثير من الماء لتجنب الإمساك.
بداية الرضاعة قد تكون صعبة ومؤلمة، لكنها تجربة تخلق رابطًا قويًا بين الأم وطفلها. يمكن أن يساعد استخدام الكمادات الباردة أو أوراق الملفوف في تخفيف التورم أو الألم الناتج عن امتلاء الثدي.
تُعد التقلبات المزاجية جزءًا طبيعيًا من فترة ما بعد الولادة؛ بسبب التغيرات الهرمونية والإجهاد. لكن إذا استمرت المشاعر السلبية، أو أثرت على قدرة الأم على رعاية نفسها أو طفلها، فمن الضروري استشارة طبيب متخصص.
الشريك ليس مجرد مشاهد لهذه الفترة، بل هو جزء أساسي من فريق العمل. يمكن تقاسم المهام مثل تغيير الحفاضات أو تجهيز الطعام، ما يخفف العبء عن الأم، ويسهم في خلق توازن صحي في المنزل.
بعض الأعراض قد تشير إلى وجود مشكلة صحية لدى المولود أو الأم:
ختامًا، فإن اليوم الأول في المنزل مع المولود ليس سهلًا، لكنه يحمل الكثير من اللحظات الجميلة التي تعزز الروابط الأسرية. الاستعداد المسبق وطلب الدعم عند الحاجة هما المفتاح لبدء رحلة الأمومة بثقة وهدوء.