ماذا تقول رائحة جسمكِ عنكِ؟
ماذا تقول رائحة جسمكِ عنكِ؟ماذا تقول رائحة جسمكِ عنكِ؟

ماذا تقول رائحة جسمكِ عنكِ؟

سواء رضيتِ أو لم ترضي، فإن عليك أن تعرفي بأنكِ مكشوفة للآخرين أكثر مما تتصورين.
ويحصل ذلك من خلال رائحة جسدكِ التي يشمها زوجكِ وأبناؤك، وأيضا من تلتقيهم حتى لأول مرة، فرائحة أجسادنا هي من تحكي عنا بمعلومات صحية واجتماعية وعاطفية دون أن نعي ذلك.
وتصف الكاتبة الأمريكية سارة إيفرتس، خاصية التعرّق في أجسامنا بأنها متعة: "متعة الإحساس بالبصمة الخاصة لكل منا، وهي التي تبثها رائحة الجسد وتعطي السر الغامض الذي يتعرف به الآباء على أطفالهم، والشرطة على المجرمين، وكذلك المحبون في لحظات الرومانسية".
ومع ذلك كما تقول الباحثة، فإن التعرق هو واحدة من أغرب وظائفنا البيولوجية وأكثرها حيوية وأقلها فهما؛ إذ إن وظيفته البيولوجية مساعدة الجسم للتخلص من الأملاح والسوائل الزائدة وتنظيم درجة حرارة الجسم، لكنه في تلك الأثناء يقول عنكِ بعض ما لا تريدين أو تستطيعين قولة باللغة العادية.

بصمة الرائحة



تقول الباحثة إن أول ما تخبرنا به أنوفنا عمّن حولنا هو بصمة الرائحة.
وتقصد بالبصمة المجموعة الفريدة من الروائح التي تميز شخصا عن آخر، والتي تسمح للكلاب، على سبيل المثال، بتتبع أفراد معينين.
وهي نفسها البصمة التي يلتقطها الآباء لرائحة أطفالهم بعد ساعات فقط من الولادة، وبها يمكن للأشقاء التعرف على بعضهم البعض حتى لو لم يلتقوا منذ سنوات.
وبالنسبة للكثيرين منا، هناك بصمة الشغف الجوهرية التي هي رائحة الشريك الرومانسي، أو العبق الخاص للجدة.
وتعرض الدراسة كيف أن هناك اليوم متخصصين بقراءة عبق الاجسام في مهنة تسمى "شم الأرنب"، يكون فيها أنف الخبير المتخصص بعيدا عن إبط من يراد اكتشاف بصمته بحوالي 6 بوصات؛ للاستنشاق، ولتقييم الرائحة بشكل صحيح.
ومعظم رائحة أجسامنا القوية تنبع من العرق الذي يخرج من الغدد المفرزة في الإبط، حيث تصبح هذه الغدد نشطة عند سن البلوغ، وهي مسؤولة بشكل أساسي عن تحويل الإبطين إلى مناطق كريهة الرائحة من مرحلة المراهقة فصاعدا.
وتتدفق المواد المالحة عندما نمارس الرياضة، أو عندما ترتفع درجة الحرارة في حالات التوتر والخوف، أو الاتصال الجسدي الحميم.
ومعظمنا لديه ما بين 2 و 5 ملايين من الغدد العَرقية المفرزة منتشرة في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الإبط.

الشم والرومانسية



أظهرت إحدى الدراسات حول الشم والرومانسية، أن النساء السويات فضّلن رائحة الجسم للرجل السوي الطبيعي الذي تعمل أجهزته المناعية بما فيه الكفاية، بحيث تتمتع ذريته بأجهزة مناعة صحية.
وخلص محللو الدراسة إلى أن هذه الوظيفة لرائحة الجسم التي تستشعرها النساء في الرجال الذين تلتقيهم، مردها يعود إلى ما قبل التاريخ، عندما كانت الأمراض الوبائية تهدد البشرية، فأصبحت رائحة جسم الرجل هي الدليل الذي تقرأ فيه المرأة مدى قابليته أن يشاركها في إنجاب أطفال أصحاء.
و تعرض الباحثة تلميحات محيرة تشير إلى أن رائحة الجسد لا تؤثر فقط على العلاقات الرومانسية، بل تؤثر أيضا على العلاقات الأفلاطونية، وهو ما يطرح السؤال الغامض: كيف يتفاعل شخصان، يلتقيان لأول مرة، بما يكفي لمعرفة الرائحة؟
وتضيف أن معظم الثقافات البشرية - على الأقل قبل الكورونا - لديها تحيّات اجتماعية تتضمن التقارب التفاعلي، سواء كان ذلك قبلة على الخد أو المصافحة.
وتعرض دراسة تم فيها تسجيل لقاء أشخاص لأول مرة على الفيديو، ليتبين أن الأفراد اكتشفوا بعضهم بشم أيديهم بعد المصافحة.

عَرق الخوف مختلف عن عرق الشهوة أو المرض



يعرض التقرير لدراسات كانت أظهرت أن مستويات القلق يمكن تمييزها من خلال رائحة الجسم، حيث لاحظ ضباط الشرطة منذ فترة طويلة أن الأفراد الذين يصلون للاستجواب تفوح منه رائحة ذواتهم الفريدة.
ولكنهم وبعد الاستجواب المجهد، تفرز أجسامهم ما أصبح يُعرف برائحة الخوف التي تطغى على رائحتهم الطبيعية.
وقد وضع العلماء هذه الملاحظة قيد الاختبار وعمموها للفحص في حالات قلق متفاوتة، مثل مشاهدة فيلم رعب ليكتشفوا أن هناك رائحة أخرى مختلفة، ووجدوا أن رائحة الجسم عند مشاهدة شريط مرعب تختلف عنها عند مشاهدة فيلم وثائقي عن الطبيعة.
وينطبق الشيء نفسه على راحة أجسامنا وقت المرض، حيث سجل باحثون من معهد كارولينسكا في ستوكهولم أن رائحة الجسم في حال تعرضه لمرض جرثومي تختلف عنها عندما جرى حقنه ببروتينات متفاوتة تختبر المناعة.

مزيلات العرق العطرية



وتتوسع الدراسة في استعراض صناعة مزيل العرق ومضادات التعرق، وهي الصناعة التي تصل الى 75 مليار دولار؛ والهدف منها تحسين صورتنا الشخصية، و إخفاء رسائلنا العطرية او تقليلها.
وتقوم هذه الصناعة على خفايا الأسرار العطرية لأجسامنا، فهي تعمل على إخماد مزيج الروائح التي تنبعث من الجسد من خلال قتل البكتيريا التي تحول العرق إلى روائح كريهة.
بينما تعمل مضادات التعرق على سد مسام العرق؛ مما يحارب البكتيريا المسؤولة عن تحويل العرق عديم أو كريه الرائحة إلى رائحة لطيفة وقوية.
وتصف الدراسة مزيلات العرق ومضادات التعرق بأنها حركات اصطناعية للتلاعب بالخصوصية، نحاول فيها إخفاء أو تمويه أسرار لا نريد للآخرين أن يعرفوها، أو نفتعل حركات مصطنعة لشدّ الآخرين في لحظات البحث عن الرومانسية.
وتصفها الكاتبة بأنها مثل صور "إنستغرام"، يلعب فيها بعضنا لقول شيء غير حقيقي عن نفسه، لكنه يتمناه.

Related Stories

No stories found.
logo
فوشيا
www.foochia.com