بات انشغال الكثيرين بالهاتف المحمول أثناء الحديث وأثناء الطعام والجلوس والقيادة ظاهرة مزعجة، ساهمت في إبعاد الناس عن بعضهم، وأصبحت عادة مُستفزة تثير الغضب خصوصاً أثناء اجتماع أفراد الأسرة المنشغلين به، وكأنهم لا يعرفون بعضهم، فما الحل؟
استخدام غير منظم
خبيرة الإيتيكيت والبروتوكول سوزان القاسم أوضحت لـ "فوشيا" بأن الجهاز الخلوي هو نعمة بحد ذاتها لطالما يسهل علينا أمور حياتنا، ولكن توجيهه من قِبل الأشخاص بطريقة سلبية يحوّله إلى نقمة أحياناً.
وإن كانت تلك الأجهزة قرّبت البعيد واختصرت الكثير من الوقت والجهد، إلا أنها تركت أبعاداً كثيرة، تمثلت بتلاشي الحوار وانعدامه بين أفراد الأسرة والناس بشكل عام، كما قالت.
على مستوى الأسرة، يظهر حجم انشغال أفرادها بالهاتف جليّاً وواضحاً، ويكاد الحديث بينهم ينعدم؛ ما يجعل حالة من "الخَرس العائلي" تعمّ العائلة نتيجة لذلك.
أدب استخدام الهاتف
من الصور السيئة التي تحدثت عنها القاسم، أن يتكلم أحد الأشخاص مع آخر، بينما الأخير منشغل بهاتفه، منوّهة إلى أن هذا الأمر فيه فقدان للَّباقة والذوق. ومن الأدب والإيتيكيت، ترك الأخير هاتفه والاستماع للأول بتمعُّن ووضوح.
أما أثناء الزيارات العائلية أو أثناء تجمُّع الأسرة، وفي المواقف التي تتطلب الحديث بين الناس دون وجود ما يعيق حوارهم ويُفقده رونقه، يجدر بالجميع إغلاق الهاتف الخلوي أو جعله على وضع "صامت"، بحيث يصبح التواصل مكتملاً بلا تشويش أو انقطاع، بحسب القاسم.
ومن الإيتيكيت أيضاً، كما رأت، ضرورة سيطرة كل شخص على حجم استخدامه للهاتف الخلوي، وضبط وقت استخدامه، والتركيز على مسؤولياته الأخرى، واحترام الآخرين أثناء الجلوس معهم، بغرض عودة الحميمية في العلاقات بين الناس.
تعليم الأبناء أدب استخدامه
نصحت القاسم الأبويْن وخصوصاً الأم بضرورة مراقبة أبنائهما المنشغلين بهواتفهم بصورة دائمة، ومتابعة نوعية أصدقائهم الذين اختاروهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، بخلاف الماضي، عندما كانت تنتقي لهم أصدقاءهم وتعرف تحركاتهم وتصرفاتهم جميعاً.
كما على الأبويْن الطلب من أبنائهما ترك هواتفهم في غرفهم أثناء اجتماع الأسرة للحوار أو مناقشة قضية ما أو تناول الطعام، عدا عن متابعتهم حتى أثناء نومهم، إذ إنهم يوحون لآبائهم أنهم نائمون، بينما في الحقيقة هم مستيقظون ومنشغلون بالهاتف وتطبيقاته.
وطالبت الأسرة بمراعاة الاستخدام المقنن لتلك الأجهزة من قِبل أبنائهم ما بين ساعة وساعتين يومياً على الأكثر حتى يعزز من إيجابيات استخدامهم والتقليل من سلبياتهم.