هل تشعرين بالانزعاج أو الغضب عند سماعك صوت رشفات من فنجان قهوة أو صوت شخص يأكل؟ إذا كانت الإجابة بنعم فربما تكونين مصابة بمتلازمة ميسوفونيا أو الحساسية الشديدة للصوت.
فسرت مجموعة من الدراسات التي أجريت على المخ السبب وراء غضب بعض الأشخاص من الأصوات الناتجة عن التنفس أو تناول الطعام وهي الحالة التي تصفها "أولانا تانسلي" أحد المرضى بأنها تبدو كالشعور بتهديد والرغبة في توجيه الانتقاد.
وقالت تانسلي إن مجرد الصوت الناتج عن عبوة رقائق البطاطس لشخص يتناولها بجانبها كاف للشعور بذلك.
وأضافت: "قضيت فترة طويلة أتجنب أماكن مثل السينما، كما أنني أقوم بتغير مكاني 7 أو 8 مرات خلال رحلة قطار مدتها 30 دقيقة فقط وليس ذلك فحسب فقد تركت عملي بعد ثلاثة أشهر حيث قضيت معظم وقتي أبكي وأصاب بنوبات هلع أكثر من القيام بالعمل".
قام بعض العلماء في مراكز متعددة في المملكة المتحدة بفحص أدمغة 20 شخصاً مصابين بالمتلازمة من بينهم أولانا بالإضافة إلى 22 غير مصابين بها، حيث قاموا بتشغيل مجموعة من الأصوات أثناء وجودهم في جهاز الأشعة بالرنين المغناطيسي مثل الأصوات المحايدة كالمطر وأصوات مزعجة كالصراخ والأصوات الناتجة عن الأشخاص.
وكشفت نتائج الدراسة التي نشرت في مجلة "كارنت بايولوجي" أن القشرة الانعزالية الأمامية للمخ والتي تجمع بين حواسنا وعواطفنا كانت نشطة بشكل مفرط في حالة المتلازمة، كما أنها كانت متصلة بأجزاء أخرى من المخ بشكل مختلف.
وقال الدكتور "شوكبيندر كومار" من جامعة نيو كاسل لقناة بي.بي.سي إن المصابين بالمتلازمة كانوا يتذمرون عند سماع هذه الأصوات ولكن التأثير الأكبر كان لأصوات الأشخاص حيث سيطرت عليهم عاطفة الغضب دون غيرها عند سماع تلك الأصوات.
ووفقًا لأولانا ليس هناك علاج لهذه الحالة لكنها استخدمت بعض الآليات للتغلب عليها مثل وضع سدادت قطنية في الأذن.
كما أنها تجنبت الكافيين والكحول لما لهما من تأثير مضر، مضيفة أن حالتها معتدلة نسبياً وأنها قادرة على الحصول على وظيفة عكس الكثيرين ولذلك تشعر أنها محظوظة.
ولا يزال من غير الواضح مدى شيوع هذه الحالة كما لا توجد وسيلة واضحة لتشخيصها حيث تم اكتشافها مؤخرا، وفي نهاية المطاف يأمل الباحثون أن يقودهم التعرف على الاختلاف الكائن في دماغ المصابين إلى اكتشاف علاجات جديدة.
وأخيراً فإن الفكرة الوحيدة المتوفرة للعلاج هي استخدام مستويات منخفضة من الكهرباء الموجهة خلال الجمجمة والتي تستخدم لضبط وظائف المخ.