تستقبل إسبانيا أكثر من 94 مليون زائر سنويًّا، ولا شك أن هذا الإقبال العالمي يعكس ثراءها بالتجارب المتنوعة التي تستحق الاستكشاف وتبرر هذا الاقبال العالمي. فمن المدن الساحلية والشواطئ الشهيرة، إلى الزوايا الخفية والتجارب المدهشة، هناك دائمًا ما قد يغيّر نظرتك التقليدية لهذه الوجهة.
إذا كانت هذه زيارتك الأولى، وتبحث عن إسبانيا مختلفة، غنية بالتنوع والنكهات الأصيلة، فإليك مجموعة مختارة من الطرق التي ستُعرّفك على جانب استثنائي من هذا البلد الساحر.
بدلًا من الانغماس في زحام برشلونة، توجه شمالًا نحو منطقة بايكس إمبوردا في إقليم كتالونيا، وستكتشف قرى مثل بيراتايادا، بالس، وبوبول، التي تحتفظ بجدران حجرية من العصور الوسطى وأجواء المميزة. كما يمكنك التعرف على المطاعم المحلية، أو الإقامة في قصر قديم تحول إلى فنادق ونزل صغيرة.
وإذا كنت من محبي الطبيعة، فالمسارات بين الجبال والشواطئ في بيغور وبلاتجا دارو ستمنحك فرصة مثالية للمشي أو ركوب الدراجة وسط مناظر لا تزورها الحشود.
تعتبر الأندلس، ثاني أكبر منطقة في إسبانيا، وجهة شهيرة بفضل إشبيلية وكوستا ديل سول وقراها البيضاء الجميلة. كما أن روندا الواقعة على قمة جرف في مقاطعة مالقة تستحق بالتأكيد الزيارة.
وللتعرف على تاريخ روندا، يمكن زيارة أطلال أسينيبو القريبة، وهي مدينة رومانية قديمة تعود إلى القرن الأول الميلادي، شُيّدت داخل جبال سيرانيا دي روندا، وتضم مدرجًا رومانيًا يستحق المشاهدة.
ولعشاق الفن، يمكن زيارة جينالجواسيل، أول "قرية متحف" في إسبانيا، والتي تضم أكثر من 250 عملًا فنيًا منتشرًا في أنحاء المدينة، بالإضافة إلى جوسين، التي توفر إطلالات خلابة على الساحل الأفريقي وجبل طارق ونهر جينال.
تشهد جزر البليار مشاكل في السياحة المفرطة خلال الصيف، ولكن لا تزال هناك مناطق هادئة، مثل الجانب الشمالي من مايوركا نحو مدينة بولينسا التي تمتاز بجمالها الطبيعي وعمارتها القديمة. من بين أبرز معالم المدينة: كنيسة سانتا ماريا ديلس أنجيلس وكنيسة إل كالفاري.
وتعد ألكوديا وجهة أخرى معروفة بمنتجعاتها العائلية، وتتميز بأسوار من العصور الوسطى وبقايا مدينة بولينتيا الرومانية المجاورة؛ ما يمنحها تاريخًا عريقًا.
في جزر الكناري، لا تقتصر التجربة على المنتجعات الشهيرة، فجزيرة لابالما تقدم مسارات جبلية وتجديفًا بين منحدرات بركانية.
أما لا غوميرا فهي أشبه بحديقة خضراء من العصر القديم، بينما إل هييرو، الأصغر والأكثر عزلة، تقدم أكثر من 40 موقعًا للغوص في مياه نقية لا يصلها إلا القليل.
خارج المدن الكبرى، هناك متاحف وقصور ومواقع فنية تُقدِّم نظرة مختلفة على التراث الإسباني؛ ففي سيغوفيا، يمكن زيارة منزل الشاعر أنطونيو ماتشادو، وفي مايوركا، متحف سا باسا بلانكا يجمع بين الفن المعاصر والتحف الإثنية في محيط طبيعي رائع.
وفي قلعة غالا دالي ببلدة بوبول الصغيرة، يمكنك التعمق في العلاقة المعقدة بين سلفادور دالي ومحبوبته، عبر رسائل ولوحات وقطع أزياء تحكي قصصًا تاريخية جميلة.
حتى تكون الرحلة إلى إسبانيا مميزة، يجب أن لا تعتمد على زيارة المعالم السياحية المشهورة، بل على اكتشاف تلك التفاصيل الصغيرة التي يصعب نسيانها وتخبرك عن طبيعية المدينة وتاريخها العريق.