استطاع الفنان اللبناني طوني عيسى ترك بصمة مميزة على الساحة الفنية من خلال أرشيف يزخر بالعديد من الأعمال الناجحة. وقد انعكس وهج هذه النجاحات تألقًا في حياته الجديدة، من خلال تأسيس عائلة مترابطة وإنجاب ولديه "تاليا" و"إيليا".
في هذه المقابلة، والتي تأتي قبل حلول مناسبة عيد الأب التي تُصادف 21 يونيو من كل عام، يفتح طوني عيسى قلبه لموقع "فوشيا"، إذ يتحدث عن مرحلة الأبوة التي بدأها العام 2022، كاشفًا عن التغييرات التي جعلته يبدل نظرته للعديد من المواضيع المهمة في حياته.
حتى يرزق الرجل بمولده الأول، تتولد لديه العديد من المشاعر الداخلية، التي تحمل الكثير من التأثيرات في حياته. مع ولادة ابنتي "تاليا" انقلبت حياتي رأسًا على عقب، وتبدل معنى الحياة ونظرتي للعديد من المواضيع التي كنت لا أعيرها أهمية سابقًا. اختلفت أولوياتي وباتت العائلة في المرتبة الأولى، وازداد خوفي على المستقبل.
يتلقى الرجل صدمته الأولى الإيجابية مع ولادة طفل من لحمه ودمه. هذا الشعور جميل جدًا، ولكن على مر الأيام تزداد المسؤوليات، فيسعى الأب جاهدًا للتخفيف من أعباء الحياة. ويصبح شغله الشاغل حماية أولاده من الضغوط النفسية وإبعاد شبح الحزن عن حياتهم.
أنا رجل مرهف الإحساس. لطالما خانتني دموعي عند الحديث عن ولدي. اتأثر كثيرًا عند التطرق إلى مواضيع تتعلق بهما.
الأبوة فرضت علي التخلي عن أمور معينة. اهتمامي الأول أصبح لعائلتي، وشغلي الشاغل بات السهر على راحة ولدي "تاليا " و" إيليا".
عندما ولدت "تاليا" أطلق علي لقب "أبو تاليا" كونها البكر. هي حبيبة قلبي ولكن الأمور سرعان ما تبدلت مع ولادة "إيليا"، فحكما أصبح لقبي "أبو إيليا".
طبعا، نحن نتشارك في كل التفاصيل الخاصة بتربية ولدينا. أساعدها في استحمامهما وإطعامهما، وفي الآونة الأخيرة أساند تاليا في دراستها. عندما يسمح لي الوقت، أقوم ببعض الأشغال المنزلية والحياتية. لا يمكن أن نغفل عن المسؤوليات الكبيرة التي توضع على عاتق الأب.
زوجتي "أمونة" هي التي تهتم بالولدين ليلا. هي تتكفل بالاهتمام بهما. ولكن في حال تعرض الولدين لأي وعكة صحية، نتعاون سويًا للاهتمام بهما.
"أمونة" هي الأكثر صرامة. أحاول الاستمتاع في الوقت الذي أمضيه معهما. نمرح سويًا. ولكن هذا لا يمنع من أني صارم عند الضرورة.
أحب أن تكون تربية ولدي مشابهة لتربيتي. أحفزهما على القيام بواجباتهما الدينية، أحثهما على التواضع، مساعدة الضعيف وحمل راية المحبة في حياتهما.
أسعى دوما إلى المحافظة على مكانتي في المجتمع؛ لأكون خير قدوة لهما؛ فيتمثلا بي.
هذه الفترة كانت صعبة جدًا. اضطررت للابتعاد عن عائلتي ما يقارب الـ 5 أشهر. بكيت سرًا من كثرة الزعل، إلا أنني في الوقت نفسه كنت فرحًا لأنني أعمل من أجل تأمين حياة رغيدة لعائلتي الصغيرة التي كبرت مع ولادة "إيليا".
الأمر مرتبط بالعرض المقدم. ولكن من المؤكد أنني لن أتردد في المشاركة في عمل معرب، في حال استطعت إيجاد توازن بين العمل والعائلة. في النهاية "الشغل شغل".
لهما حرية الاختيار، مستقبلًا سيعرفان ما يناسبهما. الحياة تتبدل والخيارات تزداد يومًا بعد يوم.
السوشيال ميديا سيف ذو حدين. لا أحبذ استخدامه، لكن زوجتي "أمونة" تحب مشاركة يوميات "تاليا" مع المتابعين، خاصة أنها تتميز بعفويتها و"هضامتها". لا أحد يعلم ما يخبئه الغيب، قد تتجنب استخدامه وقد تتبدل الأيام وتتحول السوشيال ميديا إلى مصدر دخل مهم، ويفتح لها شبكة علاقات كبيرة تفيدها مستقبلًا.
أحب أن يرثا عني العديد من الصفات أبرزها الحب والعطاء، الصدق، وعدم الاحتيال على الآخرين. والأهم من كل ذلك أن يكونا ملتزمين في الحياة ويتقبلا الرأي الآخر.
هذه المقولة أصبحت محطة مهمة جدًا في حياتي. أفكر دومًا في كيفية تأمين مستقبل، يؤمن لهما الأمن والحياة الرغيدة.
الأعمار بيد الله. أوصيهما بأن تكون علاقتهما مبنية على التفاهم والاحترام المتبادل، وأن يوفرا جوًا من التعاون والتكاتف، فيكونان سندًا لبعضهما.
سعيد جدًا بالنجاح الكبير الذي حققه مسلسل "فرانكلين"، إذ احتل المرتبة الخامسة عالميًا. كنت متشوقًا للشخصية التي جسدتها، وتوقعت كل هذا التفاعل من قبل الجمهور. هذا المسلسل ساهم بانتشاري عربيًا. وهذا النجاح يجب أن يترجم إلى العديد من الأجزاء.
التجربة معهما ممتازة. هما يتميزان بأخلاقهما الراقية. محمد صديق مميز يبدع دومًا في إعطاء الروح للشخصية التي يجسدها. أما دانييلا فهي إنسانة خلوقة، مؤمنة ولها مستقبل كبير.