شهدت قاعة كازينو لبنان، انطلاقة الدورة الثانية من مهرجان Idafa، بحضور نخبة من الفنانين والمبدعين وشخصيات ثقافية واجتماعية بارزة.
وجاءت هذه الدورة محمّلة برسائل إنسانية مؤثرة جمعت بين الإبداع الفني وقصص الإرادة والتحدي، وسلطت الضوء على قضايا الدمج المجتمعي لأصحاب الهمم.
في الكلمة الافتتاحية، عبّر رئيس المهرجان سام سعد عن سعادته قائلاً لـ"فوشيا" إن فرحته اليوم أكبر من أن توصف، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا أم الدنيا بسفرائها ورموزها، وأنها حاضرة بشكل دائم في قلب المهرجان.
وأضاف أن المفاجأة هذا العام تمثلت في حضور مبادرة "قادرون باختلاف" ممثلة برئيستها السيدة أمل مبدي، معتبرًا أن وجودها يحمل قيمة استثنائية، وأوضح أن حلم المهرجان أن ينتقل بين مصر ولبنان ودبي والإمارات والأردن، حيث يتشارك الجميع هذا الهدف الكبير.
وتابع أن المهم هو تحقيق الدمج الصحيح في المجتمع بعيدًا عن تعدد التسميات، سواء أُطلق على هذه الفئة ذوي إعاقة أو أصحاب همم، فالغاية واحدة وهي الاعتراف بحقوقهم ومكانتهم.
من جانبها عبّرت أمل مبدي، رئيسة الاتحاد المصري للإعاقات الذهنية، عن اعتزازها الكبير بوجود مبادرة "قادرون باختلاف" في هذا الحدث مؤكدة أنها تشعر بالفخر والامتنان لهذه المشاركة، ووجهت تحية لسام سعد على ما يقوم به من عمل مؤثر، متمنية أن يرى الجميع داخل المهرجان صورة جميلة تعكس جدية الجهود المبذولة في هذا المجال.
كما كان لتكريم الفنانة باميلا الكيك عن شخصية "تغريد" المصابة بالتوحد التي جسدتها في عمل درامي وقع خاص على الجمهور، إذ قالت إن هذا التكريم يكبر قلبها كثيرًا، خاصة وأنها تتذكر جيدًا كيف اعترض بعض المنتجين حينها على منحها الدور معتبرين أن عليها تجسيد شخصية الفتاة الجميلة فقط، لكنها أصرت على خوض التجربة كممثلة، وأكدت أن شخصية تغريد وصلت بصدق إلى قلوب الكثيرين وأضافت قيمة مهمة إلى مشوارها الفني.
الموسيقار ميشال فاضل عبّر عن مشاركته قائلاً إنه جاء من أجل هؤلاء الأبطال الذين يعتبرهم أصحاب القوة الحقيقية، مشيرًا إلى أن الفنانين يقفون على أقدامهم ويتمتعون بصحة جيدة ومع ذلك لا يعرفون كيف يستثمرونها أحيانًا، بينما أصحاب الهمم يمتلكون طاقة داخلية عظيمة تمنح الجميع قوة إضافية.
الفنانة اللبنانية نوال كامل اعتبرت أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات أمر مهم للغاية لأنها تتيح التفاعل مع فئة تمنح الأمل والدعم وتضفي قيمة إنسانية رائعة على الحياة.
أما الممثلة ريان حركة فأكدت أنها سعيدة جدًا بدعوتها ومشاركتها، ووصفت الحدث بأنه إنساني بامتياز وأن وجود الفنانين فيه يعكس أهمية القضية المطروحة.
وقالت صانعة المحتوى يارا بو منصف إن حضور النجوم في هذا اليوم له أهمية كبيرة، لأن مثل هذه القضايا لا تلقى دائمًا الضوء الكافي، ورأت أن تسليط الضوء عليها يمنح أصحابها شعورًا بالاهتمام والدعم حتى ولو كان من خلال جائزة معنوية.
بينما اعتبر الفنان جهاد الأطرش أن ما يقوم به سام سعد يمثل خطوة مهمة للغاية للمجتمع، لأن عملية الدمج والتكيف مسؤولية كبرى عادة ما تضطلع بها الدول، وأن قيام فرد بمثل هذا الجهد بمساعدة أصدقائه وأحبائه يعد عملاً عظيمًا يستحق النجاح والدعم الكامل.
الفنانة اللبنانية مادونا أوضحت أن وجودها في الحفل يأتي دعمًا لذوي الاحتياجات الخاصة الذين منّ الله عليهم بنعم كبيرة قد لا يمتلكها الآخرون.
أما المخرج جو قديح فقال إن حضوره واجب إنساني لأنه يعتبر أصحاب الهمم إخوة له ومشاركته لا تهدف إلى الظهور الإعلامي بل إلى الإحساس الصادق تجاههم.
الفنان جورج شلهوب شدد بدوره على أهمية هذه المشاركة، معتبراً أن دعم الشباب الموهوبين الذين أثبتوا جدارتهم واجب على كل من ينتمي إلى الوسط الفني والثقافي.
من أصحاب الهمم والإرادة الذين تم تكريمهم في النسخة الثانية من المهرجان، عبّر عبدالله ياسين عن فخره الكبير بوجود مهرجان كهذا في لبنان، معتبرًا أنه يسلط الضوء على طاقات جميلة ومتنوعة في مجالات مختلفة، ووجه الشكر للقائمين على المهرجان وعلى رأسهم سام سعد.
أما ماري خوري فأشادت بإنسانية وصدق رئيس المهرجان مؤكدة أن التقدير الذي يقدمه يرفع المعنويات ويمنح المشاركين شعورًا بالثقة والسعادة.
وقال أحمد الغول إن المبادرة تبعث الأمل وتشعر الجميع أن هناك من يقدّر هذه الجهود، متمنيًا أن تحظى بمزيد من الدعم الرسمي من الدولة في المستقبل القريب.