تحدّثت الفنانة اللبنانية كاتيا كعدي عن تجربتها في مسلسل " سر وقدر" الذي يعرض خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر وهو آخر الأعمال التي شارك فيها الفنان الراحل فادي إبراهيم، كاشفة عن بعض الكواليس الخاصة التي جمعتهما خلال التصوير.
أوضحت كاتيا كعدي، خلال حديث لموقع "فوشيا"، أنّ الدراما اللبنانية شهدت تحسنًا نسبيًا، إلا أنّها ما زالت تفتقر إلى الصناعة الفعلية التي تؤسس لنهضة حقيقية، مشيرةً إلى أنّه لا يجوز أن ترتكز على "نجم أو نجمين" فقط.
وقالت: لدينا ممثلون موهوبون قادرون على الإبداع أكثر، لكن المساحة المتاحة أمامهم محدودة. لذلك أوجّه تحية كبيرة للمنتج إيلي معلوف الذي ما زال يؤمن بالدراما اللبنانية، ويواصل العمل رغم ضعف القدرات الإنتاجية في لبنان وظروف التصوير الصعبة وغياب الدعم المطلوب.
كشفت كعدي أنّ دورها في مسلسل "سر وقدر" يتمحور حول شخصية رئيسة بلدية، وهو دور مركب يجمع بين الشر والجانب الإنساني الحزين المستند إلى ماضٍ أليم، ما يجعلها حلقة وصل بين الشخصيات، وخاصة مع الراحل فادي إبراهيم.
واستذكرت العمل الذي جمعها سابقًا بفادي إبراهيم وحمل عنوان “امرأة من ضياع” للكاتب شكري أنيس فاخوري، حيث نشأت بينهما صداقة قوية.
تحدثت كعدي بحرارة عن تجربتها مع الراحل، واصفةً إياه بالممثل المحترف والاستثنائي، وقالت: يضطر بعض الممثلين لإعادة المشاهد أكثر من مرة، بينما كان فادي يحفظ بسرعة ويمنح الإحساس ذاته رغم معاناته الصحية. كان يرفض الراحة، وكنت دائمًا أقول لزملائي عليكم التعلم منه.
وكشفت أن فادي إبراهيم جسد شخصية نائب في البرلمان اللبناني بعمق وإحساس كبيرين، وروت موقفًا طريفًا خلال التصوير: سألته ذات مرة عن سبب شحوب وجهه وتعبه، فأجاب ضاحكًا خارج النص: (الكِلاوي). وضحكنا كثيرًا، إذ كان يتعامل مع مرضه بروح مرحة.
أشارت الفنانة كاتيا كعدي إلى أنّ فادي إبراهيم أكمل تصوير جميع مشاهده رغم الألم وتدهور وضعه الصحي، واضطرار الأطباء إلى بتر إصبعين من يده، ظلّ محتفظًا بابتسامته وقوته في موقع التصوير.
وختمت قائلة: فادي فنان كبير لا يتكرر، بخلاف كثير اشتهروا من دون رصيد حقيقي. لقد خسرنا قامة فنية وإنسانية ستبقى خالدة في ذاكرتنا.