header-banner
طفل قلق

5 سلوكيات يعبر بها الأطفال عن القلق

أمومة
إيمان بونقطة
18 يونيو 2025,8:00 ص

حين يتصرف الطفل بعناد، أو يتمسك بوالدته بشكل مبالغ فيه، أو يذوب في نوبات غضب غير مفهومة، قد يخطر ببالنا أن هذه السلوكيات دليل على ضعف في التربية، أو مجرد دلال زائد.

لكن الحقيقة أعمق من ذلك بكثير. في مقاله المنشور على موقع Psychology Today، يكشف الدكتور جيفري بيرنستين، المتخصص في طب نفس الأطفال والمراهقين منذ أكثر من ثلاثين عاماً، عن وجه آخر للقلق الطفولي، وجه غالباً ما يتخفّى خلف سلوكيات نعتبرها "مشاكل" بينما هي، في جوهرها، نداء خفي لطلب الأمان.

سلوكيات تظهر قلق طفلك 

Preview

القلق عند الأطفال لا يظهر دائمًا على شكل دموع مرتجفة أو كلمات خائفة. بل كثيرًا ما يتنكر في صورة غضب، أو عناد، أو انسحاب، أو كمالية مفرطة.

هذه السلوكيات ليست تعبيرًا عن سوء تصرف، بل استراتيجيات بدائية يحاول بها الطفل الشعور بالأمان في عالم يبدو له غامضًا وغير قابل للتنبؤ.

إليك خمسة سلوكيات "مشاغبة" قد تكون قلقًا في العمق:

1. العناد والرفض

طفل يرفض أداء واجباته المدرسية، قد لا يكون كسولاً. في إحدى الحالات، تحدّث الدكتور بيرنستين عن طفل يُدعى "رافي" كان يتجنّب الدراسة بشكل كامل. اعتقد والداه أنه يتلاعب بهما، بينما في الواقع، كان يخشى ارتكاب الأخطاء لدرجة أن عدم المحاولة، بدا له ذلك أكثر أمانًا من تجربة قد تبوء بالفشل.

2. التعلّق المفرط

الطفلة "لينا" ذات التسعة أعوام لم تكن قادرة على الابتعاد عن والدتها لبضع دقائق دون ذعر. أُسيء فهم تعلقها على أنه تلاعب أو ضعف. لكن ما كانت تحاول قوله، ببساطة، هو: أنا أشعر بالأمان فقط حين تكونين قربي.

3. الانهيارات بسبب أمور صغيرة

طفل ينهار لأن قلمه كُسر أو لأن جوربه "لا يبدو مريحًا". هذه ليست مبالغات. كثير من الأطفال القلقين يعيشون في حالة تأهّب دائم، وأي محفّز بسيط قد يفجّر هذا التوتر المتراكم.

4. الكمالية المفرطة

بعض الأطفال يمزّقون رسوماتهم أو يتردّدون في بدء مشروع لأنهم يطمحون للكمال. لكن الكمال هنا ليس طموحاً، بل خوفٌ متقن التنكّر: الخوف من خيبة الأمل، أو من نظرة الآخر.

5. التسويف أو الانسحاب الكامل

مراهق يؤجل فروضه أو يجلس بلا حراك أمام صفحة فارغة، قد يبدو كسلاً، لكنه غالباً نتيجة شلل داخلي يسببه سيل من التساؤلات القلقة: "ماذا لو فشلت؟ ماذا لو خذلت؟ ماذا لو لم أكن جيداً بما يكفي؟"

أخبار ذات صلة

كيف تربي طفلاً يتمتع بالذكاء العاطفي؟

ما الذي يحتاجه الطفل القَلِق؟

يقول الدكتور بيرنستين: "الأطفال القلقون لا يحتاجون إلى والدَين مثاليَّين، بل يحتاجون إلى والدَين مُنصتين، متصلين وجدانيًّا". لا حاجة لأن نُصلح لهم كل شيء. بل أن نكون بجانبهم، نرى مخاوفهم ونصغي لها، من دون تهويل أو تقليل.

إليك نهج من ثلاث خطوات يساعد على هذا السياق:

  1. التفهّم: أعلم أن هذا صعب عليك الآن.
  2. التسمية: أعتقد أن القلق يظهر الآن، وهذا أمر طبيعي.
  3. المرافقة دون إنقاذ: دعنا نفكر معاً في خطوة صغيرة يمكننا القيام بها. أنا معك.

اعتمد الدكتور بيرنستين هذه المنهجية في كتابه The Anxiety, Depression, and Anger Toolbox for Teens، الذي يحتوي على تمارين عملية مستوحاة من جلسات علاج حقيقية، وليس مجرد نظريات. إحدى الرسائل الأساسية في هذا الكتاب هي: أنت لست قلقك. القلق صوت داخلي، وليس هوية.


قبل أن تفسر سلوك طفلك بأنه "تمرد" أو "دراما"، تروَّ قليلاً. اسأل نفسك: هل يحاول أن يخبرني بشيء؟ هل يشعر بالخوف أو الارتباك؟ الأطفال القلقون لا يريدون من الآباء أن يكونوا مثاليين.

يريدون من يشعر بهم، من يصغي دون تهديد أو تجاهل. ومن خلال هذا الحضور الواعي، يمكن للطفل أن يتعلّم شيئًا جوهريًّا: القلق ليس وحشًا نركض منه، بل طريق نعبره خطوة بخطوة، ونحن معًا.

أخبار ذات صلة

اللعب العلاجي لشفاء الطفل نفسيا

 

footer-banner
foochia-logo