لم يعد صالون التجميل أو عيادات الطب حاليا خيارك الوحيد لتحصلي على تشخيص لحالة بشرتك أو شعرك، فالتطوّر الهائل في التكنولوجيا سهّل هذا الإجراء بتصميم أدوات للاستخدام في منزلك.
وهذه الأدوات الذكية متطورة وتعمل لتوفير تحليل شخصي ودقيق في المنزل، ولا تقتصر على تقديم بيانات بسيطة، بل تقدم توصيات مخصصة للمنتجات والعلاجات؛ ما يغير تمامًا طريقة تفاعلنا مع روتين العناية الشخصية.
أجهزة تحليل البشرة والشعر والجلد المنزلية من أبرز الابتكارات في هذا المجال، وتعمل عادة عبر دمج كاميرات دقيقة ومستشعرات متطورة مع تطبيقات للهواتف الذكية.
وكمثال، يمكن لهذه الأجهزة قياس مستويات الترطيب، ودرجة التجاعيد، وحجم المسام، وحتى عمق البقع الداكنة في بشرة الوجه.
وبعد جمع هذه البيانات، تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليلها لتقديم تقرير مفصل عن حالة البشرة. ويخبرك التطبيق بأن بشرتك تحتاج إلى ترطيب إضافي اليوم، ويوصي بمنتج معين من مرطب، مع شرح السبب العلمي لذلك.
امتد التطوّر التكنولوجي لأدوات تشمل العناية بالشعر. وهناك حاليا أدوات ذكية لتحليل فروة الرأس وخصلات الشعر.
هذه الأجهزة تستطيع تقييم صحة الشعر، وتحديد مشاكل مثل التقصف، والجفاف، ومشاكل فروة الرأس مثل القشرة أو الالتهابات.
ويمكن لجهاز ذكي أن يحلل بنية الشعر ويقترح نوع الشامبو والبلسم المناسبين له. كما يمكنه أيضًا تقديم نصائح حول كيفية تحسين صحة فروة الرأس، وقد يساعد ذلك الأشخاص على تجنب استخدام منتجات غير مناسبة قد تزيد من سوء حالتهم.
على الرغم من الفوائد الكبيرة، لا تزال هناك تحديات. أبرزها هو دقة هذه الأجهزة. فبعض المنتجات قد لا تكون دقيقة بما يكفي لتقديم تشخيص موثوق؛ ما قد يؤدي إلى توصيات خاطئة؛ بالإضافة إلى ذلك، قد يكون سعر هذه الأجهزة مرتفعا في الوقت الحالي؛ ما يحد من انتشارها.
ومع ذلك، فإن الفرص المستقبلية واعدة. فمن المتوقع أن تصبح هذه الأجهزة أكثر دقة وأقل تكلفة؛ ما يجعلها في متناول الجميع.
ومن المتوقع، أن تتكامل هذه التقنيات مع الأجهزة المنزلية الأخرى، مثل المرايا الذكية التي تحلل البشرة تلقائيا عند وقوفك أمامها.
في المحصلة، يمثل مستقبل العناية الشخصية والأدوات الذكية عالما مهما قد يسهّل حياة الأشخاص، ويجعلهم يتخذون قرارات أقل توفيرا من زيارات عيادات الطب والتجميل.