header-banner
تسوق

التسوّق العاطفي.. لماذا لا نستطيع أحيانا مقاومة الرغبة في الشراء؟

لايف ستايل
فريق التحرير
13 مايو 2025,7:00 ص

من منّا لم يشعر يومًا بتلك الرغبة المفاجئة في الشراء فقط لأن العرض مغرٍ؟ من لم يتوقّف أمام لافتة "تخفيضات كبيرة" ثم خرج بكيس ممتلئ لم يكن ضمن خطته؟ 

الحقيقة أن التسوّق أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، بل وأحيانًا وسيلة للترويح عن النفس. لكن، متى يتحوّل هذا السلوك إلى شيء غير طبيعي؟ ومتى يصبح الشراء العاطفي أو "الاندفاعي" علامة على مشكلة أعمق؟

هل قراراتنا الشرائية عقلانية فعلًا؟

87a51498-80b3-4f7b-8abd-8cd65402aebf

غالبية الناس يظنون أن قراراتهم الشرائية نابعة من منطق وتحليل. لكن الواقع يقول غير ذلك. العواطف تؤثر علينا بشكل كبير أثناء التسوّق، بل وقد تكون العامل الحاسم في اتخاذ القرار.

فلماذا إذاً ينفق بعض الأشخاص المال بسهولة حتى في ظروفهم المالية الصعبة، بينما يتردد آخرون كثيرًا رغم قدرتهم على الشراء؟ السرّ يكمن في المشاعر التي ترافق تجربة التسوق، منذ لحظة التصفّح وحتى الدفع، بحسب موقع verywellmind.

بين التسوق الاندفاعي والقهري.. أين يقع الحد الفاصل؟

لا بد من التمييز بين نوعين من التسوّق العاطفي:

الشراء الاندفاعي

وهو شراء منتج لم يكن في الخطة الأصلية، نتيجة رغبة لحظية أو تأثّر بعرض معين. هذا النوع قد يبدو غير ضار إذا بقي ضمن حدود الميزانية، لكنه قد يؤدي إلى إنفاق مفرط وندم لاحق.

التسوق القهري

هو سلوك أكثر تعقيدًا وخطورة، حيث يشعر الشخص بدافع داخلي قوي للشراء بهدف الهروب من مشاعر سلبية، مثل القلق أو التوتر أو تدني احترام الذات. وغالبًا ما يتبع هذا السلوك شعور بالذنب أو الخزي، وتتفاقم معه المشكلات المالية والعلاقات الشخصية.

أخبار ذات صلة

هكذا تتجنب عمليات الاحتيال في التسوق عبر الإنترنت

إليك العلامات التي تدل على أنك تشتري بدافع عاطفي في الشراء الاندفاعي:

  • إنفاق غير مخطط له ومفاجئ.
  • زيارة المتاجر أو المواقع فقط "للتسلية" ثم الشراء فجأة.
  • شعور فوري بالسعادة بعد الشراء، يتبعه ندم لاحق.
  • تكرار هذا السلوك بوضوح.

وفي التسوق القهري:

  • اقتناء أشياء غير ضرورية وبكميات كبيرة.
  • تجاوز الميزانية بانتظام.
  • تراكم الديون أو تعثر مالي متكرر.
  • توتر في العلاقات بسبب سلوك الشراء.
  • فقدان السيطرة التامة أثناء التسوق.
  • استخدام التسوق للهروب من مشاعر سلبية.
  • الإحساس بالذنب بعد الشراء، ثم العودة لنفس السلوك.

الأسباب النفسية خلف التسوّق العاطفي

أثناء الشراء، يفرز الدماغ مواد كيميائية مثل الإندورفين والدوبامين، تمنح شعورًا مؤقتًا بالسعادة والراحة. يسعى البعض إلى تكرار هذا الشعور، فيتخذون من التسوق وسيلة لتعديل حالتهم النفسية.

ومن أبرز الدوافع الشائعة:

  • الإحساس بأن "الفرصة لن تتكرر".
  • الرغبة في استكمال مجموعة معينة.
  • الهروب من الحزن أو التوتر.
  • تعزيز الصورة الذاتية (أناقة، موضة...).
  • تبرير الشراء كنوع من الاستثمار أو "الاحتياط".
  • الاعتقاد بأن المنتج سيجلب الراحة أو السعادة.

الفرق الجوهري بين الشراء الاندفاعي والقهري

  • الشراء الاندفاعي: رد فعل لحظي لمحفّز خارجي (عرض، إعلان، خصم).
  • الشراء القهري: سلوك داخلي مخطَّط للهروب من مشاعر مزعجة.

ويمر الشخص الذي يعاني من التسوق القهري بأربع مراحل:

  1. التوقّع: التفكير المستمر في الشراء.
  2. التحضير: التخطيط لما سيتم شراؤه وكيفية الدفع.
  3. التسوّق: الشعور بالحماس والاندفاع أثناء العملية.
  4. الإنفاق: الإحساس بالندم أو الذنب بعد الشراء.

وغالبًا ما تكون آثار التسوق القهري مدمّرة أكثر، من الناحية النفسية والمالية والاجتماعية.

440901bd-532f-49f3-bf4a-df0a290c65a0

هل أنت مدمن تسوّق؟ خطوات عملية لاستعادة السيطرة

إذا شعرت بأن سلوكك الشرائي أصبح يؤثر على حياتك اليومية أو ميزانيتك أو علاقاتك، فقد حان الوقت لاتخاذ خطوات عملية:

  • راقب عاداتك الشرائية: سجّل كل ما تنفقه لتكتشف نمطك المالي.
  • ضع ميزانية واضحة: خصّص مبلغًا محددًا للمشتريات غير الضرورية.
  • ادفع نقدًا كلما أمكن: تجنّب بطاقات الائتمان التي تسهّل الإنفاق.
  • ابتعد عن مصادر الإغراء: لا تتصفّح مواقع التسوق الترفيهية دون هدف.
  • أجّل قرار الشراء: انتظر 24 ساعة قبل شراء أي شيء غير مخطط له.

 

نحن بشر، ومن الطبيعي أن نحب التسوّق. لكن عندما يتحول الشراء إلى وسيلة للهروب من الواقع أو وسيلة لتهدئة القلق الداخلي، يجب أن نتوقف ونعيد النظر. الوعي هو الخطوة الأولى، والتوازن هو الحل.

أخبار ذات صلة

التسوق عبر الإنترنت.. يقلل الاستهلاك أم يزيده؟

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo