من منّا لم يشعر يومًا بتلك الرغبة المفاجئة في الشراء فقط لأن العرض مغرٍ؟ من لم يتوقّف أمام لافتة "تخفيضات كبيرة" ثم خرج بكيس ممتلئ لم يكن ضمن خطته؟
الحقيقة أن التسوّق أصبح جزءًا أساسيًا من حياتنا اليومية، بل وأحيانًا وسيلة للترويح عن النفس. لكن، متى يتحوّل هذا السلوك إلى شيء غير طبيعي؟ ومتى يصبح الشراء العاطفي أو "الاندفاعي" علامة على مشكلة أعمق؟
غالبية الناس يظنون أن قراراتهم الشرائية نابعة من منطق وتحليل. لكن الواقع يقول غير ذلك. العواطف تؤثر علينا بشكل كبير أثناء التسوّق، بل وقد تكون العامل الحاسم في اتخاذ القرار.
فلماذا إذاً ينفق بعض الأشخاص المال بسهولة حتى في ظروفهم المالية الصعبة، بينما يتردد آخرون كثيرًا رغم قدرتهم على الشراء؟ السرّ يكمن في المشاعر التي ترافق تجربة التسوق، منذ لحظة التصفّح وحتى الدفع، بحسب موقع verywellmind.
لا بد من التمييز بين نوعين من التسوّق العاطفي:
وهو شراء منتج لم يكن في الخطة الأصلية، نتيجة رغبة لحظية أو تأثّر بعرض معين. هذا النوع قد يبدو غير ضار إذا بقي ضمن حدود الميزانية، لكنه قد يؤدي إلى إنفاق مفرط وندم لاحق.
هو سلوك أكثر تعقيدًا وخطورة، حيث يشعر الشخص بدافع داخلي قوي للشراء بهدف الهروب من مشاعر سلبية، مثل القلق أو التوتر أو تدني احترام الذات. وغالبًا ما يتبع هذا السلوك شعور بالذنب أو الخزي، وتتفاقم معه المشكلات المالية والعلاقات الشخصية.
إليك العلامات التي تدل على أنك تشتري بدافع عاطفي في الشراء الاندفاعي:
وفي التسوق القهري:
أثناء الشراء، يفرز الدماغ مواد كيميائية مثل الإندورفين والدوبامين، تمنح شعورًا مؤقتًا بالسعادة والراحة. يسعى البعض إلى تكرار هذا الشعور، فيتخذون من التسوق وسيلة لتعديل حالتهم النفسية.
ومن أبرز الدوافع الشائعة:
ويمر الشخص الذي يعاني من التسوق القهري بأربع مراحل:
وغالبًا ما تكون آثار التسوق القهري مدمّرة أكثر، من الناحية النفسية والمالية والاجتماعية.
إذا شعرت بأن سلوكك الشرائي أصبح يؤثر على حياتك اليومية أو ميزانيتك أو علاقاتك، فقد حان الوقت لاتخاذ خطوات عملية:
نحن بشر، ومن الطبيعي أن نحب التسوّق. لكن عندما يتحول الشراء إلى وسيلة للهروب من الواقع أو وسيلة لتهدئة القلق الداخلي، يجب أن نتوقف ونعيد النظر. الوعي هو الخطوة الأولى، والتوازن هو الحل.