عالميا يزداد الوعي البيئي للحد من الانبعاثات الكربونية في عالم المواصلات ومنها السفن، ومع تزايد الوعي شهد قطاع اليخوت الفاخرة مؤخرا تحولا جذريا نحو الاستدامة.
إذ لم تعد الفخامة تتعارض مع المسؤولية البيئية في مختلف القطاعات، بل أصبحت التكنولوجيا الخضراء جزءا أساسيا من قطاع السياحة والمطاعم وتصميم المنازل، وحتى بناء اليخوت الحديثة.
ثورة في تصميم اليخوت
أصبحت شركات اليخوت حول العالم حاليا، تتسابق في بناء وتصميم نماذج تجمع بين الرفاهية والأداء البيئي العالي.
إذ قدمت شركة Sunreef Yachts اليخت "80 Sunreef Power Eco"، وهو قارب كهربائي بالكامل يعتمد على الطاقة الشمسية والمائية والرياح، مع ألواح شمسية مدمجة تغطي 200 متر مربع من سطحه وفق ما ذكر موقع Financial Times.
أما شركة Sanlorenzo الإيطالية، فقد أطلقت اليخت "Almax" الذي يستخدم خلايا وقود تعمل على تحويل الميثانول الأخضر إلى هيدروجين؛ ما يتيح تشغيل الأنظمة على متن اليخت دون انبعاثات كربونية.
ابتكارات في المواد والبنية
لم تقتصر الابتكارات على أنظمة تصميم اليخوت، بل شملت أيضا المواد المستخدمة في البناء؛ إذ تستخدم بعض الشركات مواد مركبة خفيفة الوزن مثل ألياف البازلت ورغوة PET المعاد تدويرها، مما يقلل من استهلاك الوقود ويزيد من الكفاءة.
كما أن بعض اليخوت، مثل "Luminosity" من شركة Benetti، تعتمد على أنظمة دفع هجينة تجمع بين المحركات التقليدية والكهربائية؛ ما يقلل من الانبعاثات ويزيد من كفاءة استهلاك الوقود.
تحديات ومعوقات
رغم التقدم في صناعة اليخوت الفاخرة المناسبة للبيئة، لا تزال هناك تحديات تعيق الانتشار الواسع لليخوت الصديقة للبيئة. من أبرز هذه التحديات:
- التكلفة العالية: تظل اليخوت المستدامة أغلى من نظيراتها التقليدية؛ ما يحد من انتشارها بين العملاء.
- البنية التحتية: قلة توفر محطات التزود بالوقود البديل مثل الهيدروجين أو الميثانول الأخضر في الموانئ.
- التقنيات الناشئة: بعض التقنيات، مثل خلايا الوقود، لا تزال في مراحلها الأولى وتحتاج إلى مزيد من التطوير والاختبار.
مع ارتفاع الطلب على اليخوت الفاخرة والمستدامة، من المتوقع أن تستمر الشركات في تطوير تقنيات جديدة وتحسين الكفاءة حتى للسفن والقوارب وغيرها للحفاظ على البيئة. مما يثبت أن الفخامة والاستدامة يمكن أن يبشرا بمستقبل أكثر خضرة في عالم اليخوت.
