يتجاوز الإبداع في مختلف المجالات حدود المألوف، وهذا ما يحصل حاليا في عالم العطور الفاخرة.
حيث يوجد نوع فريد من العطور لا يصنع بكميات تجارية، ولا يُعرض على رفوف المتاجر، بل يُركّب خصيصًا لكل فرد بناءً على بصمته الشمية الفريدة.
وهذه ليست مجرد رائحة عطرية، بل هي تعبير شخصي للغاية، أشبه ببصمة الإصبع التي تميز كل إنسان عن غيره.
ويتم توزيع هذه العطور النفيسة بانتقائية شديدة، غالبًا من خلال دعوات خاصة، مما يضفي عليها هالة من الغموض والخصوصية تجعلها مرغوبة أكثر عند بعض فئات الأثرياء.
تعتبر "بصمة الشم الخاصة" بمثابة التوقيع العطري الفريد الذي يميز كل شخص. هي ليست مجرد الرائحة التي تنبعث من العطر نفسه، بل هي الكيفية التي يتفاعل بها هذا العطر مع كيمياء الجسم الفردية.
فلكل منا له تركيبة جلدية فريدة، تتأثر بعوامل مثل النظام الغذائي، ومستوى الحموضة، وحتى البيئة المحيطة. هذه العوامل تتفاعل مع جزيئات العطر المختلفة لتنتج رائحة نهائية تختلف من شخص لآخر.
ويقول جان كلود إيلينا، صانع العطور السابق في هيرميس: العطر فن، فالتركيبة نفسها تهمس بأسرار مختلفة لكل من يستخدمها، إنها رسالة حب مكتوبة في جزيئات، تترجمها بشرتك.
ويضيف في مقال منشور بموقع Petite Histoire، أن كيمياء الجسم الفريدة والعطر المختار يشكلان معا بصمة عطرية خاصة بالشخص وحده.
وبعبارة أخرى، حتى لو استخدم شخصان نفس العطر بالضبط، فإن الرائحة التي ستفوح منهما ستكون مختلفة، وذلك بسبب التفاعل الفريد للعطر مع جلد كل منهما. هذا التفاعل ينتج عنه ما يمكن وصفه بـ "بصمة الشم" المميزة.
ويمكّن فهم هذه البصمة الشمية صانعي العطور المتخصصين من تصميم روائح فريدة حقًا، تتناغم بشكل مثالي مع كيمياء جسم العميل.
ويتطلب هذا الأمر خبرة عميقة ومعرفة واسعة بمكونات العطور المختلفة وكيفية تفاعلها مع أنواع البشرة المتنوعة.
فكرة العطور التي تُركب بناء على بصمة الشم الخاصة وتوزع بدعوات حصرية، لا تباع في الأسواق وتعكس توجهًا نحو التفرد والرفاهية المطلقة في عالم العطور.
هناك عدة أسباب وراء هذا النهج المتبع منها:
تمثل العطور التي تركب بناء على بصمة الشم الخاصة وتوزع بدعوات حصرية فخامة ورفاهية في عالم الروائح، تجربة حسية فريدة ومميزة، تجعل منها قطعا عطرية نادرة وثمينة.