غادر جوناثان آيف، المصمم التاريخي لشركة آبل والعقل الإبداعي وراء أجهزة "آيفون" و"ماك"، موقعه في الشركة لينضم إلى "أوبن إيه آي"، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
الإعلان الرسمي جاء في 22 مايو/أيار 2025، فقد كشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ"أوبن إيه آي"، عن هذا التعاون الضخم لتصميم جيل جديد من الأجهزة المتصلة بالذكاء الاصطناعي التوليدي.
الخطوة تأتي في سياق استحواذ "أوبن إيه آي" على شركة "LoveFrom IO" التي أسسها آيف بعد خروجه من آبل عام 2019.
ووفق تقارير إعلامية، تبلغ قيمة الصفقة 6.5 مليار دولار. وأكد ألتمان أن التعاون بين آيف وفريقه و"أوبن إيه آي" ليس وليد اللحظة، بل يمتد على مدار عامين أثمر عن نماذج أولية لأجهزة مستقبلية.
أشار ألتمان إلى أن آيف وفريقه يعملون على تطوير جهاز متصل جديد يعتمد على الذكاء الاصطناعي، واصفاً إياه بأنه "واحد من أروع التقنيات التي شهدها العالم".
وبينما لم يُفصح عن تفاصيل الجهاز، ألمح آيف إلى أن طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا تحتاج إلى إعادة اختراع، قائلاً: ربما هناك شيء آخر يجب أن نبتكره.
وُلد جوناثان بول آيف عام 1967 في شرقي لندن، ونشأ في بيئة تهتم بالتصميم والفنون. منذ صغره، أظهر شغفاً بالأدوات الدقيقة والتجريب، ودرس تصميم المنتجات الصناعية في جامعة نورثمبريا، حيث بدأت ملامح فلسفته التصميمية في الظهور: تصميم يراعي تجربة الإنسان قبل كل شيء.
تعرّض آيف في شبابه لحادث سير نجا منه بأعجوبة، لكن التجربة تركت أثراً عميقاً في نظرته للحياة والتصميم.
ومن تلك اللحظة، أصبح أكثر اهتماماً بالتفاصيل، وأكثر وعياً بهشاشة الأشياء، وهو ما تجلى لاحقاً في أسلوبه الذي جمع بين الدقة والبساطة والعمق.
التحق آيف بشركة آبل في 1992، في وقت كانت تعاني فيه من أزمات داخلية، واجه صعوبات كبيرة في البداية، وكان على وشك تقديم استقالته، لولا عودة ستيف جوبز عام 1997، الذي وجد فيه الشريك المثالي لترجمة رؤيته. هذا اللقاء غيّر كل شيء.
العلاقة بين جوبز وآيف لم تكن تقليدية، بل كانت شراكة عقلية وروحية. كانا يتحدثان بلغة التصميم، حيث أفكار جوبز تتحوّل إلى منتجات باهرة على يد آيف.
بدأت الثورة بجهاز "iMac" الشفاف عام 1998، ثم جاءت التحولات الكبرى: iPod، iPhone، iPad، وغيرها.
بعد وفاة ستيف جوبز عام 2011، تأثر آيف بشدة، وواصل العمل داخل آبل حتى 2019، فقد قرر الانطلاق بمشروعه الخاص عبر شركة "LoveFrom IO".
وقد تعاون خلالها مع شركات كبرى، لكن لم يظهر مشروع بحجم الطموح الذي يحمله اليوم مع "أوبن إيه آي".
ومع انضمام جوني آيف إلى "أوبن إيه آي"، تدخل الشركة عصر التصميم الإنساني العميق، الذي لا يكتفي بالوظيفة، بل يحتفي بالشكل، والشعور، والتجربة.