في عالم التواصل الرقمي، تُعد الرموز التعبيرية أو الإيموجي من أبرز الوسائل التي تعبر عن المشاعر والردود السريعة، لكن هل تعني الرموز التعبيرية نفس الشيء لكل الناس؟ فبينما يلتزم جيل الألفية (Millennials) بالاستخدام التقليدي والحرفي لتلك الرموز، فإن جيل Z، المولودون تقريبًا بين عامي 1997 و2012، أعادوا تشكيل هذه اللغة البصرية بشكل غير تقليدي.
فمثلما أعاد جيل Z تعريف العديد من المصطلحات اليومية التي يستخدمونها، فيما يُعرف اليوم بـ مصطلحات جيل Z، وأضافوا إليها دلالات مستوحاة من ثقافتهم الرقمية الساخرة، قاموا أيضًا بتغيير معاني الرموز التعبيرية بالكامل، مضيفين إليها طابعًا ساخرًا أو عاطفيًا معقدًا.
فيما يلي إليكِ أبرز الرموز التعبيرية التي غيّر جيل Z معناها، وكيف أصبحت وسيلة تعبير تحمل الكثير من المعاني المبطنة.
يستخدم جيل Z الرموز التعبيرية بشكل مختلف عن الأجيال الأخرى وهي كالتالي كما أشار إليها موقع "mashable"
بينما يرى جيل الألفية أن القلب الأحمر يعني "أحبك" أو "أكن لك مشاعر طيبة"، يستخدمه جيل Z أحيانًا بسخرية. حيث قد تُستخدم لرفض طلب بلطف ظاهري، لكن بنبرة لاذعة أو ساخرة بإضافة كلمة لا قبلها.
الإيموجي الذي يُفترض أن يعني "أحسنت!" أصبح في نظر جيل Z رمزًا لللامبالاة، خاصة في سياقات العمل أو الرسائل الرسمية، استخدامه يُفهم أحيانًا على أنه ختام ساخر للنقاش أو حتى تهكم غير مباشر.
لم يعد رمز الجمجمة يعني الموت أو الخطر كما كان سابقًا. فقد استخدمه جيل Z عند قول شيء مضحك للغاية لدرجة "الموت من الضحك"، وقد يُرفق أيضًا بإيموجي قبر ليعزز النبرة الكوميدية السوداء.
عوضًا عن استخدامه للتعبير عن الذهول، يصمم جيل Z إيموجي خاصًا به باستخدام بعض الرموز المنفردة ليخلق شكل وجه مدهوش يعبر عن الصدمة، الخجل، أو حتى السخرية من الموقف. والهدف؟ صنع حالة شعورية مركبة يصعب التعبير عنها بكلمات.
قد تبدو هذه الرموز بلا معنى خارج السياق الطبي، لكنها لدى جيل Z تُستخدم لابتكار تهجئات غريبة أو نطق ساخر للكلمات، كطريقة مرحة لإعادة نطق الكلمات أو تقليد الأصوات المشوهة.
ربما هو الرمز الوحيد الذي يحظى باتفاق بين جيل Z وجيل الألفية، كلاهما يستخدمه لوصف شيء "مذهل" أو "جذاب جدًا"، سواء كان صورة، أو مظهرًا، أو أداءً جيدًا. لكنه مع جيل Z قد يُستخدم بكثافة أكثر، ليحل محل الجملة بالكامل.
لا يستخدم هذا الرمز كثيرًا من قبل الأجيال الأخرى، لكن جيل Z استخدمه كإيموجي يعبر عن اللامبالاة أو الشعور بالحرج أو التبلد تجاه تعليق سخيف. كأنه يقول: "ما الذي قلته للتو؟".
يُستخدم هذا الإيموجي عندما يشعر الشخص بأنه غير مرتاح في الحديث، أو يريد الاختفاء من المحادثة بسبب إحراج اجتماعي. وهو شبيه بالوجه الواقف لكنه يُعطي نبرة "أرغب في التلاشي".
يُعد من أغرب الاستخدامات. يُستعمل للتعبير عن حالة نفسية متناقضة، جيل Z يوظف الرمز ليكون مزيجًا من الكوميديا السوداء والواقع القاسي المغلف بابتسامة.
يُستخدم للدلالة على الوقاحة أو السخرية. جيل Z يعتمد عليه كثيرًا للتعبير عن النبرة الساخرة في المحادثة، أو لإظهار التفوق عندما يتضح أن رأيه كان صحيحًا.
يوجد العديد من الأسباب التي دفعت جيل Z لاستخدام هذه الرموز التعبيرية ومنها ما يلي:
يعيش جيل Z في عالم رقمي مكثف مليء بالتحديات النفسية، مما يجعل السخرية والمبالغة وسيلة مفضلة للتعبير عن المشاعر.
نشأ هذا الجيل في بيئة تعتمد على الصور والميمات والاختزال، لهذا أصبحت الإيموجي جزء من بنيتهم اللغوية اليومية.
مثلما يغير كل جيل اللغة بمرور الزمن، غير جيل Z لغة الإنترنت، وبدأ يعيد تعريف الرموز وفق رؤيته الخاصة للعالم.
ليس بالضرورة استخدام هذه الرموز التعبيرية، لكن فهم هذا النمط الجديد من التواصل قد يكون مفيدًا جدًا، خاصة إذا كنت تعمل مع الشباب أو تتفاعل معهم باستمرار. كما يمكن أن يساعدك على قراءة الرسائل بطريقتهم، وتجنب سوء الفهم أو التفسير الخاطئ لنبرة الكلام.