حاليًّا تشغل قضية الإضاءة العلوية، في عالم التصميم الداخلي نقاشًا واسعًا بين رواد تيك توك، خاصة من الجيل Z، وبين نخبة المصممين.
وحسب المصممين يعرف الجيل الإضاءة العلوية بأنها "الإضاءة الكبيرة" أو #TheBigLight، وهي تشمل المصابيح المعلقة في السقف، مثل الإضاءة الموزعة أو المصابيح الدائرية التقليدية.
ورغم اختلاف الأذواق والثقافات، يبدو أن هناك إجماعًا غير معلن بين الجيل الشاب والمصممين المحترفين على تجنب هذا النوع من الإضاءة. فما السبب وراء هذا النفور؟ وماذا يستخدمون بدلاً منها؟
يقول مصممو الديكور ورواد الجيل Z إن الإضاءة العلوية ليست مجرد تفصيل جمالي بل تؤثر مباشرة في الراحة النفسية والمزاج العام.
ويعتبرونها إضاءة "مستفزة" للأعصاب، باردة، تشبه أجواء المستشفيات، وتجعل الأشخاص يبدون أقل جاذبية.
في ضوء ذلك يوضح مصمم الديكور الداخلي جالي أليكس من شركة جالي أليكس ديزاين لموقع realsimple، أن هذا الرفض يرتبط بوعي متزايد لدى الجيل الجديد بأهمية الصحة النفسية وتأثير البيئة المحيطة في المزاج.
والتي تشير إلى أن تشغيل إضاءة السقف في المساء يشكل "هجومًا" على الجهاز العصبي، لأن الجسم في ذلك الوقت يحتاج للهدوء لا للسطوع.
في المقابل، يرى بعض المصممين من خلفيات ثقافية مختلفة أن الإضاءة العلوية تظل ضرورية أحيانًا، خاصة أثناء تناول الطعام أو الأنشطة الاجتماعية.
هذه بعض البدائل التي يفضلها المصممون وجيل Z:
حتى مع وجود إضاءة علوية، يمكن التحكم بسطوعها عبر مفاتيح تعتيم تتيح ضبط الإضاءة حسب الحاجة، لتصبح أقل حدة وأكثر دفئًا.
يفضل الكثيرون مصادر الإضاءة التي تأتي من مستوى النظر أو دونه، مثل الأباجورات، لأنها أكثر راحة وتُشعر بالدفء والخصوصية.
مثل المصابيح الأرضية، مصابيح الطاولة، والمصابيح المعلقة على الجدران. هذا التنوع يمنح تحكمًا أكبر ويخلق أجواء مريحة ومزاجية.
يؤمن البعض بأن الحل هو "المزيد من المصابيح" بدلاً من مصدر إضاءة واحد علوي. وجود أكثر من مصدر إضاءة في الغرفة يسمح بإضاءة كافية دون الحاجة إلى اللجوء للإضاءة العلوية.
في الأماكن التي يصعب فيها الاستغناء عن الإضاءة العلوية مثل الممرات، يُقترح استخدام مصابيح قابلة للتوصيل توضع قرب الأرض لتوفير إضاءة ناعمة دون الحاجة إلى تركيب مصابيح في السقف.
النفور من الإضاءة العلوية ليس موضة تيك توك، بل يعكس توجها أوسع نحو الاهتمام بالراحة النفسية وتجربة الحياة داخل المنزل.
ومعظم خبراء الديكور حاليا يفضلون أن تكون الإضاءة أقرب إلى الأرض، لتعطي الدفء الأكثر.
فالإضاءة اليوم لم تعد وسيلة للرؤية فقط، بل أداة لخلق مزاج وشعور وانسجام مع المكان وبالمنزل.