أشادت مجلة "ساينس" العلمية بدواء ثوري جديد يُدعى ليناكابافير، واعتبرته أحد أبرز الإنجازات الطبية لهذا العام، بعدما أظهرت نتائج لافتة في الوقاية من فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، خاصةً بين النساء في أوغندا وجنوب أفريقيا.
ما يجعل دواء "ليناكابافير" مختلفًا عن غيره من أدوية الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، هو سهولة استخدامه؛ إذ يُعطى على شكل حقنة واحدة كل ستة أشهر، بدلًا من تناول الحبوب اليومية التي تعتمدها العلاجات الحالية.
وتُشير التوقعات إلى أن هذا الدواء قد يُحدث تحولًا جذريًا في الحد من معدلات الإصابة بالفيروس عالميًا، لا سيما في المناطق التي تعاني من انتشار واسع ونقص في الموارد الصحية.
يمثل دواء ليناكابافير أملا حقيقيا لتحقيق أهداف برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، والذي يطمح إلى خفض الإصابات الجديدة إلى أقل من 200 ألف حالة سنويا بحلول عام 2030.
ففي عام 2023 وحده، سُجّلت 1.3 مليون إصابة جديدة، بينما يعيش أكثر من 40 مليون شخص حول العالم مع الفيروس، يحصل نحو 77% منهم فقط على العلاج.
رغم فعالية الدواء ونتائجه المشجعة، إلا أن انتشاره الواسع يواجه عدة تحديات رئيسة:
وحتى الآن، لم يحصل ليناكابافير على الموافقة التنظيمية النهائية، والتي يُتوقع صدورها بحلول منتصف العام الجاري. كما أن السعر المرتقب للدواء لم يُعلن عنه بعد؛ ما يجعله عاملا حاسما في تحديد مدى انتشاره، خاصةً في الدول متوسطة ومنخفضة الدخل.
رغم أن ليناكابافير يُعد إنجازا طبيا مهما، إلا أنه لا يغني عن الحاجة إلى لقاح فعّال، وفق ما تؤكده الدكتورة جين مارازو، مديرة المعهد الوطني الأمريكي للحساسية والأمراض المعدية.
وتؤكد مارازو أن اللقاح المثالي يجب أن يكون متاحا للجميع وليس فقط للفئات الأكثر عرضة، وأن يتميز بتكلفة منخفضة، ويوفر مناعة طويلة الأمد بجرعات محدودة، إلى جانب كونه آمنا وفعالا على المدى الطويل.
يبقى ليناكابافير إنجازا واعدا في مجال مكافحة الإيدز، وقد يُنقذ حياة الملايين إذا تم تأمينه للمجتمعات المعرضة للخطر. فنجاح أي علاج لا يُقاس فقط بفعاليته، بل بقدرته على الوصول إلى من يحتاجه في الوقت المناسب.