تتفاوت وضعيات النوم التي يفضلها الناس؛ فهناك من يفضل النوم على الجنب، وهناك من يفضل النوم على البطن، وهناك أيضا من يجدون راحتهم في النوم على الظهر.
ورغم أن كثيرين يتصورون أن وضعية النوم على الظهر قد تكون صعبة نوعا ما، لكن الحقيقة التي أثبتتها الدراسات مؤخرا هي أن تلك الوضعية قد تكون حلا بسيطا ورخيصا لمجموعة من المشكلات، بدءا من مشاكل النوم وانتهاء ببعض المتاعب الصحية.
أظهرت الأبحاث أن تلك الوضعية، التي تعرف أيضا بوضعية الاستلقاء، تعود بعديد الفوائد الصحية على صحة الإنسان، وهي الفوائد التي يتعين علينا أخذها بعين الاعتبار.
- الحفاظ على محاذاة العمود الفقري.
- تقليل صداع التوتر.
- تقليل الضغط على الصدر.
- تخفيف تراكمات الجيوب الأنفية.
- منع ظهور التجاعيد والتهيج بالوجه.
وحين يتعلق الأمر بالأطفال الرضع، فإن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال تنصح بأن يناموا على ظهورهم للحد من خطر تعرضهم لمتلازمة موت الرضع المفاجئ SIDS.
فالنوم على الظهر يخفف الضغط على العمود الفقري، وهو يحاكي وضعية الوقوف بشكل مستقيم؛ ما يعني أنها وضعية مريحة وسهلة للعمود الفقري مع استخدام وسائد للراحة. ووجدت دراسة أجريت عام 2017 أن النوم على الظهر مع وضع كلتا اليدين على الجنب أو على الصدر هو أفضل طريقة لمنع الشعور بالألم أو الوجع.
فالنوم على الجنب أو البطن قد يضغط قليلا على مساحة التنفس، أما النوم على البطن فيساعد على تحسين التنفس؛ ما يعزز الاسترخاء والانخراط في النوم بشكل أسرع.
إذ ثبت أن النوم على الظهر يجنب الوجه امتصاص الزهم الذي تمتصه الوسائد من البشرة والشعر وكذلك بقايا مستحضرات التجميل، علما بأن تلك الأشياء من الممكن أن تصيب البشرة بمشاكل مثل الرؤوس السوداء والبيضاء، الاحمرار والتهيج.
فالنوم على الوجه قد يتسبب في ضغط البشرة، سحبها وتهيجها؛ ما يؤدي لظهور تجاعيد وخطوط، أما النوم على الظهر فيجنبك ذلك، فضلا عن أنه يساعد على إبقاء أي مستحضرات عناية بالبشرة مكانها وعدم انتقالها للوسادة ومن ثم تجنب تلك المشاكل.
فالنوم على أي جزء بالوجه، يعمل على تجميع السوائل في ذلك الجزء، وهو ما ينتج عنه حدوث انتفاخ حول العينين وتورم في الوجه، وباختيارك وضعية النوم على الظهر، فإنك تمنعين حدوث تجمع لتلك السوائل، وهو ما يعمل بالتبعية على تقليل فرص الانتفاخ.
إذ ثبت أن النوم والرأس أعلى من عضلة القلب (كما في حالة النوم على الظهر) وهو أمر يساعد بالفعل على تخفيف الاحتقان ومنع انسداد الممرات الأنفية، أما في حالة انخفاض مستوى الرأس عن عضلة القلب، فإن المخاط يتراكم في الجيوب الأنفية.
فالصداع الذي يكون منبعه العمود الفقري العنقي يبدأ في الرقبة وغالبا ما يتم الخلط بينه وبين الصداع النصفي، وبإبقاء الرأس، الرقبة والعمود الفقري في وضعية محايدة عند النوم (كما النوم على الظهر)، يمكنك تخفيف الضغط وتجنب الألم.
فمع توجيه الوجه لأعلى من خلال وضعية النوم على الظهر، يكون من السهل عليك ملاحظة تغيرات الضوء التي تحدث في الصباح مع كل شروق للشمس وتسلل أشعتها عبر نافذة غرفتك؛ ما يعزز استقبالك للإشارات الواصلة إليك من الشمس بأن الوقت قد حان للاستيقاظ من النوم، وهو ما قد يكون أكثر إمتاعا للبعض من المنبه.