قد تقلق بعض النساء عند عملية الإيلاج أثناء العلاقة الحميمة، نتيجة شعورهنّ بألم أو عدم راحة، حيث يتصورنّ للوهلة الأولى أن المهبل ضيق أو صغير لدرجة تتعذر معها ممارسة العلاقة الحميمة.
والحقيقة غير ذلك، لأنه وباستثناء بعض الحالات النادرة، يكاد لا يوجد مهبل بهذا الضيق الذي يعيق الزوجين عن ممارسة علاقتهما الحميمة بشكل طبيعي. ومع هذا، فقد تحتاج المرأة أحيانًا لأن تُهيّئ نفسها بشكل أكبر قليلًا، قبيل ممارسة العلاقة بما يضمن تسهيل عملية الإيلاج.
ويقول الباحثون، إن طول المهبل في وضعيته غير المثارة يتراوح بين 7 إلى 10 سنتمتر، وهو ما لا يبدو كافيًا لعملية الإيلاج، لكن حين تثار المرأة خلال العلاقة، يبدأ طول وعرض المهبل في الازدياد في تلك الأثناء، فضلًا عن نزول إفرازات طبيعية تسهل الجماع.
وفي حال شعرت المرأة بألم أو صعوبة أثناء الإيلاج، فقد يكون ذلك دليلا على عدم إثارتها بالقدر الكافي، وليس أن مهبلها ضيق للغاية. كما أن الشعور بألم عند الجماع قد يكون إشارة على ثمة مشكلة تعانيها المرأة، كمعاناتها من عدوى إصابة أو تشوه خلقي.
يتغير المهبل كثيرًا على مدار حياة المرأة، فمهمته هي الجماع والولادة، وكلا الأمرين يعملان على تغيير شكل وشدة المهبل، ولعل فهمك تلك الأمور قد يفيدك بشكل كبير عند التعرض لمشكلة.
في البداية، لكِ أن تعلمي أن هناك العديد من الحالات التي قد تؤثر على مدى ضيق المهبل، ومعظم هذه المشكلات تكون بسيطة ويسهل علاجها، ومن ضمن هذه المشكلات:
- عدم توافر عنصر الإثارة بقدر كافٍ، وكذلك قلة إفرازات التزليق التي تسهل الإيلاج.
- الإصابة بعدوى أو اضطراب ما، حيث ثبت أنها قد تجعل عملية الجماع أكثر إيلامًا.
- التعرض لجرح أو أذى ما، فإصابة الأعضاء التناسلية بمشكلة ما، قد تجعل عملية الجماع عملية مؤلمة، ولهذا، ينصح بالانتظار لحين التعافي من ذلك الجرح بشكل تام.
- وجود عيب أو شذوذ خلقي، فهناك نساء يولدن بغشاء بكارة سميك أو غير مرن، وهو ما قد يشعرهن بقدر من الألم أثناء الجماع، وهو أمر ربما لا تعرفه كثير من النساء.
- التشنج المهبلي، الذي يسبب تقلصات لا إرادية لعضلات قاع الحوض.
الحقيقة التي يؤكدها الباحثون، أنه لا أساس لصحة ما قد تسمعينه عن أن المهبل ربما يبلى ويتمدد في الحجم بشكل كبير مع مرور الوقت، أو مع التقدم في السن، فذلك الأمر غير صحيح، وكل ما هنالك هو أن المهبل يتغير كثيرًا على مدار الحياة، علما بأن المخاض والولادة من أهم الأحداث التي قد تُغيّر من ضيق المهبل الطبيعي.
لكن من المهم تذكري أن المهبل سيعود لسابق الشكل الذي كان عليه قبل الولادة، لكنه قد يبدو مختلفًا، وهو أمر متوقع، لكن ذلك لا يعني أنه لن يكون بالشدة نفسها التي كان عليها من قبل.
ولكِ أن تعلمي أن تمارين كيجل هي المفتاح لتقوية عضلات قاع الحوض، وأفضل وقت لممارستها في البداية هو أثناء التبول، ولك أن تلاحظي أنه إذا تغير تدفق البول، فإنك تستخدمين العضلات الصحيحة، وإذا لم يتغير، فإنك لا تستخدمينها.
كما يتعين عليك أن تعلمي أن انقطاع الطمث من الممكن أن يتسبب -أيضًا- في حدوث بعض التغييرات بالمهبل، فمع انخفاض مستويات هرمون الأستروجين، قد لا تكون إفرازات التزليق الطبيعية كافية لتسهيل عملية الإيلاج.
وفي حالة استمرار شعورك بالقلق بشأن الألم، الانزعاج أو النزيف الذي يصاحب العلاقة الحميمة، فعليك في تلك الحالة العودة لطبيبك، من أجل الفحص وتحديد العلاج.