الصوت هو رسول صاحبه، ويكشف عن العديد من الأمور في شخصية الفرد بل ويميزه عن غيره، ويعكس ما إذا كانت صحة صاحب هذا الصوت جيدة أم يشتكي من مرض.
ولأن الأصوات كالبصمة لا تتطابق، منها ما هو ناعم وآخر غليظ، وهناك الهادئ منها والصاخب كذلك، تبيّن مهندسة التغذية بنان العبادي وجود عدة عوامل تؤثر على الصوت بشكل عام أو بصورة يومية إن جاز التعبير.
عوامل تؤثر على الصوت
هناك عوامل كثيرة تؤثر على الصوت إما إيجاباً أو سلباً كالصراخ والبكاء والتدخين والسهر والمرض والزكام والتعب والتهابات الحلق والسُّمنة والنحافة والهرمونات والعمر والحساسية، إلى جانب الوراثة التي تلعب دوراً قوياً أيضاً، بحسب العبادي.
وما يؤكد ذلك، هو اختلاف صوت الأولاد عندما يكبرون، بحيث يميل صوتهم للخشونة أكثر، والسبب في ذلك هو أن هرمون التستوستيرون يجعل أحبالهم الصوتية أكثر طولاً وسُمكاً، ما ينعكس على أصواتهم فتصبح أكثر خشونة.
وعن خشونة الصوت في بعض الأيام، فيعود إلى إصابة الأشخاص بنزلات البرد والزكام والتهابات الحلق واللوزتين والتهابات الأذن والسعال، وذلك لأن الأحبال الصوتية تتورم بسبب الفيروسات والبكتيريا.
بالإضافة لذلك، تبيّن العبادي أن المشاعر والحالة النفسية تؤثران على إحداث تغيير في الصوت، فحين يشعر أحدنا بالفرح أو الغضب أو الخوف أو الحزن فإن تلك العوامل تؤثر على صوته، ناهيك عن أن أمراض الغدة الدرقية تؤثر سلباً على نعومة الصوت، لذا يجب الانتباه لكميات اليود في الطعام لتجنب مرض الغدة قدر الإمكان.
وبخصوص الوزن، فإن له دوره في تغيير درجة الصوت؛ إذ كلما زاد وزن الشخص كان صوته ذا طبقة غنائية جميلة وتفتقر إلى الصخب، هذا عند بعض الحالات، ولكن في حالات أخرى قد ينقطع نفَس هؤلاء الأشخاص إذا زاد وزنهم فيما تكون القفلات غير كاملة والصوت مبحوحا، ولا توجد طاقة قوية في الصوت.
هل يمكن تغيير صوت المرأة؟
فيما يخص ترقيق الصوت وتنعيمه، فهو من الأمور التي تهتم بها المرأة لكي تبرز أنوثتها، خصوصاً إذا كان صوتها خشناً، ويعرضها للكثير من الإحراج، لذلك تسعى إلى تغييره للأفضل، وهو ما تحاول كثيرات العمل عليه أيضاً من خلال العمليات الجراحية، وفق العبادي.
التغذية السليمة والصوت
تحافظ التغذية السليمة على جمال الصوت ونقائه، كما تقول الاختصاصية العبادي، وذلك من خلال تناول بعض الأطعمة والمشروبات التي تورد بعضاً منها، كشرب الزنجبيل يومياً، وترطيب الحنجرة بعمل تبخيرة مضاف إليها قطرات من زيت النعناع، وبين فترة وأخرى، تناول سكر النبات أو المعروف بالسكر الفضي أو السكر الحلبي المصنوع من قصب السكر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن غلي الشاي على الغاز بالطريقة التقليدية وتحليته بالعسل أو السكر النباتي والأمر نفسه مع القهوة والمشروبات الساخنة الأخرى، والتركيز على شرب مغلي القرفة وتناول حبة البركة، مقابل التخفيف من البهارات والتوابل الحارة.
من الجيد أيضاً، بحسب العبادي، الغرغرة بالملح لتطهير الحلق من البكتيريا ومنع تكوين البلغم، وتناول الأغذية الغنية بفيتامين (A) مثل: الكبدة والجزر والمشمش والقرع واليقطين، والأغذية الغنية بفيتامين (C) كالليمون والبرتقال، إلى جانب الفليفلة الخضراء والفواكه، أما الأغذية الغنية بفيتامين (E) فهي كالسمك والمكسرات والبروكلي وزيت الزيتون.
المدة المتوقعة للحصول على صوت ناعم
هي وفق الاختصاصية العبادي، بحسب حالة كل شخص ودرجة صوته؛ فإذا كان سبباً عارضاً كنزلات البرد أو البكاء، عندئذٍ لا يحتاج إلى الكثير من الوقت، وقد تصل إلى أيام أو أسبوع على الأكثر، أما إذا كان السبب وراثياً فهو يحتاج إلى مدة أطول، وقد تستدعي حالته إجراء عملية جراحية في الأحبال الصوتية.