في جميع أنحاء العالم، يشهد فصل الصيف موجات من درجات الحرارة المرتفعة؛ مما يجعل السفر أكثر صعوبة، خاصةً أن هذه الأجواء تحمل في طياتها مخاطر صحية، لا سيّما على الأشخاص غير المعتادين عليها في بلدانهم.
وقد يؤدّي التعرّض المباشر لأشعة الشمس أو الجلوس لفترات طويلة في درجات حرارة مرتفعة إلى الإصابة بالإرهاق الحراري أو ضربة الشمس، فضلًا عن الجفاف وفقدان الأملاح الضرورية للجسم.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "هافينغتون بوست"، هناك العديد من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المسافرون، تبدأ بعدم شرب كميات كافية من الماء، مرورًا بالإرهاق المفرط والتعرّض الزائد للحرارة، وصولًا إلى الإهمال في اختيار الملابس المناسبة وعدم استخدام واقٍ من الشمس.
في هذا التقرير نرصد إلى أبرز الأخطاء الشائعة التي يقع فيها المسافرون خلال موجات الحر، وكيفية تجنّبها لضمان رحلة آمنة ومريحة.
يُعد الاقتصار على شرب الماء فقط عند الشعور بالعطش، والإفراط في تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، من الأخطاء الشائعة التي قد تؤدي إلى الجفاف.
لذا، ينصح خبراء السفر ببدء اليوم بكوب من الماء، والحرص على حمل زجاجة مياه طوال الوقت، لا سيّما عند بذل مجهود بدني.
والأهم من شرب الماء وحده، هو تناول مشروبات مدعّمة بالإلكتروليتات، لتعويض العناصر الحيوية مثل الصوديوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، والتي يفقدها الجسم أثناء التعرق؛ ما يساعد على امتصاص الماء بكفاءة أعلى داخل الجسم.
يعتقد العديد من المسافرين أن الإجازة تعني البقاء خارجًا طوال الوقت، إلا أن هذا الاعتقاد قد يكون خاطئًا، خاصة خلال موجات الحر.
لذا من الأفضل توزيع الأنشطة في فترات الصباح الباكر أو المساء، وترك فترة الظهيرة — وهي ذروة الحرارة — للجلوس في أماكن مكيّفة، مثل المتاحف والمعارض والمقاهي المغلقة والقاعات الداخلية، وذلك للحماية من درجات الحرارة المرتفعة.
تذكر أن الظهيرة هي أفضل وقت للقيلولة أو الراحة، والحصول على النشاط اللازم لمواصلة الرحلة في المساء.
قد تبدو فكرة حشو الجدول بالكثير من الأنشطة مغرية، لكنها في الواقع قد تكون ضارّة خلال موجات الحر، إذ إن شعور المسافر بالضغط لإنجاز كل شيء قد يدفعه إلى تجاهل الأثر الجسدي للحرارة على الجسم.
في مثل هذه الظروف، قد يكون الجلوس في مقهى وأخذ قسطٍ من الراحة خيارًا أفضل من المشي تحت الشمس، فالتوازن بين الاستكشاف والاستراحة هو مفتاح الاستمتاع الحقيقي بالرحلة.
يظن بعض الأشخاص أن الإجازة تعني النوم حتى الظهيرة، لكن هذا الخيار يحرم المسافر من الاستفادة من الأوقات الباردة والمريحة في بداية اليوم.
لذلك، يُنصح بالاستيقاظ مبكرًا للاستمتاع بالنشاطات قبل ارتفاع درجات الحرارة، مع أخذ قيلولة قصيرة بعد الظهر لاستعادة الطاقة؛ ما يتيح استئناف النشاط مساءً عندما تهدأ حرارة الشمس.
تذكر أن النوم المنتظم والمتوازن يمد الجسم بالحيوية ويجعل اليوم أكثر تنظيمًا ومتعة.
على عكس الافتراض الخاطئ بأن ارتداء أقل الملابس هو الأفضل، فإن الملابس المناسبة يجب أن تكون خفيفة وفضفاضة، ويفضل أن تكون مصنوعة من القطن أو الكتان، إذ تسمح هذه الأقمشة بمرور الهواء وامتصاص العرق، بينما الأقمشة الصناعية تحتفظ بالحرارة وتسبب التهيج.
كما أن الألوان الفاتحة تعكس أشعة الشمس بشكل أفضل من الداكنة؛ ما يساعد على الشعور بالبرودة.
لذا، يجب تجنّب ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من مواد صناعية؛ لأنها تحبس الحرارة والرطوبة على الجلد، أي أن اختيار الملابس المناسبة يعزز الراحة والنشاط خلال الأيام الحارة.
يظن الكثيرون أن واقي الشمس ضروري فقط أثناء السباحة أو التعرض المباشر لأشعة الشمس، لكن الحقيقة أنه ضروري حتى في الأيام الغائمة. فالأشعة فوق البنفسجية تخترق الغيوم والهواء، وقد تسبب حروقًا جلدية خلال دقائق.
لذلك، يُنصح السياح في المناطق الحارة باستخدام واقٍ شمسي بمعامل حماية مرتفع، وإعادة وضعه كل ساعتين، خاصة بعد التعرق أو تجفيف الجسم بالمناشف، مع تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس المباشرة.
السفر خلال موجات الحر يتطلب تحضيرًا مسبقًا وواعيًا، وتجنب الأخطاء المذكورة سابقًا سيجعل الرحلة أكثر أمانًا وراحة.