لا تعتبر كوبنهاغن، عاصمة الدنمارك، موطنا للمباني الملونة والممرات المائية فقط، بل توصف بأنها مدينة كل مقومات الحياة الجيدة في تفاصيلها اليومية، فمن مطابخها العالمية الحائزة على نجوم ميشلان إلى مشهدها الثقافي الغني والبنية التحتية الصديقة للدراجات، نجحت هذه المدينة في تحويل جودة الحياة إلى أسلوب حياة.
وفي تقرير مؤشر المدينة السعيدة لعام 2025 الصادر عن "معهد جودة الحياة" في لندن، تصدرت كوبنهاغن قائمة أسعد مدن العالم، بناء على عوامل شملت: المواطنين، الحكم، البيئة، الاقتصاد، الصحة، والتنقل.
وتفوقت بشكل خاص في فئتي البيئة والمواطنين، وبرزت كمدينة لا تضع السعادة في خانة الأمنيات بل كطريقة ومنهج مدروس وواقع معيش كما نقل موقع Afar للسياحة والسفر.
إذا كنت تسعى لزيارة أكثر مدينة سعيدة في العالم فعليك معرفة أفضل الأماكن فيها وهي كتالي:
الواجهة البحرية في كوبنهاغن ليست مجرد منظر خلاب، بل هي أسلوب حياة وتمتد عبر جزيرتين رئيستين هما: زيلاند وأماجر.
وتعتبر الواجهة مميزة ونابضة بالحياة دائما بسبب وجود المقاهي والمناطق المخصصة للسباحة المفتوحة.
يمكن للسياح الانضمام إلى جولة بحرية، أو استئجار قارب بأنفسهم للاستمتاع بجولة خاصة.
أما المغامرون البيئيون، فيمكنهم استخدام قوارب GreenKayak مجانًا بشرط المساهمة في تنظيف القناة من النفايات أثناء الجولة.
هذه التجربة تجمع بين المتعة والوعي بالسياحة البيئية، وهي خير مثال على فلسفة كوبنهاغن في جعل الاستدامة أمرا ممتعا ومتاحا للجميع.
كوبنهاغن مدينة غنية بالفن والتاريخ والثقافة، يمكن قضاء يوم كامل بين المتاحف المتنوعة، ففي المدينة المتحف الوطني الدنماركي يعرض تاريخ البلاد من العصور الفايكنغية وحتى العصر الحديث؛ ما يمنح الزائر فهما عميقا لهوية الدنمارك.
وعلى مسافة قصيرة شمال المدينة، يقع متحف لويزيانا للفن الحديث، الذي يضم أعمالا لرموز عالمية مثل بيكاسو.
وهناك أيضا مؤسسات أصغر ولكنها غنية، مثل متحف التصميم الدنماركي، ومتحف العمال، اللذان يرويان قصة التقدم الاجتماعي والحرفية التي شكلت الشخصية الدنماركية.
لرؤية كوبنهاغن كأحد السكان المحليين، ما عليك سوى ركوب دراجة. المدينة تملك شبكة مذهلة من مسارات الدراجات تمتد عبر أحيائها الخضراء وساحاتها الحيوية، مما يجعل التنقل سهلا وآمنا.
وهناك العديد من الشركات التي تقدم جولات منظمة بالدراجات، تمر عبر الحدائق، المعالم البارزة، والأحياء السكنية.
هذا النوع من التنقل لا يوفر فقط وسيلة عملية للاستكشاف، بل يعكس الفلسفة الدنماركية في جعل الحياة الحضرية صديقة للبيئة ومتاحة للجميع.
تعد كوبنهاغن مدينة خضراء، وهناك حديقة الملك المحيطة بقلعة روزنبورغ، وحدائق فريدريكسبرغ الواسعة.
وفي الصيف، تجمع في هذه الحدائق الحفلات الموسيقية المفتوحة المجانية، والمتاحة للجميع.
هذه البيئات الخضراء لم تُنشأ صدفة، بل هي نتيجة تخطيط حضري يضع رفاهية الإنسان في المقام الأول، وهي أحد الأسباب الرئيسة التي جعلت المدينة تتصدر مؤشر السعادة.
الطعام في كوبنهاغن ليس مجرد وجبة، بل تجربة عريقة وفخمة، فالمدينة تضم 15 مطعما حاصلا على نجمة ميشلان، في مقدمتها مطعم Noma الشهير الذي وضع كوبنهاغن على خريطة الطعام العالمية.
مطاعم أخرى مثل Jordnær وGeranium تقدم قوائم مذهلة تمتزج فيها النكهات المحلية بالابتكار العالمي.
أما من يبحث عن أجواء أكثر بساطة، فهناك مخابز استثنائية مثل Lille Bakery، Hart Bageri، وJuno the Bakery، إذ ينصح بتجربة كعكة الهيل الشهيرة.
كوبنهاغن تستحق الزيارة وأن تضعها على جدول وجهات سفرك المقبلة، ونموذج لمدينة تهتم بسعادة سكانها وزوارها على حد سواء، ومن الجميل أن يتعرف عليها الشخص عن قرب.