header-banner
ماذا يقرأ  إياد أبو الشامات؟

ماذا يقرأ إياد أبو الشامات؟

ثقافة
فريق التحرير
27 أغسطس 2025,6:01 ص

زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصًا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية. إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.

يرى الكاتب والفنان السوري إياد أبو الشامات، أن علاقته بالقراءة لا تنفصل عن تكوينه الفني والإنساني، فقد بدأت مبكرًا واستمرت من دون انقطاع، وشكّلت جزءًا أصيلًا من شخصيته ومصدرًا دائمًا للتعلّم والتأمل. هنا يفتح لنا نافذة على علاقته بالكتاب، وماذا يقرأ اليوم، ومن هم كتّابه المفضلون، وما الذي يجذبه في عالم القراءة؟

كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟

في سن الخامسة عبر قصص الأطفال، فقد كنت بارعًا في القراءة منذ عمرٍ مبكر. وفي سن الثامنة قرأت الأعمال الكاملة لغسان كنفاني. كانت الكتب تسليتي الوحيدة في زمن لم يكن يتيح خيارات ترفيهية كثيرة، خصوصًا لطفل وحيد، فكنت أقرأ كل ما تقع عليه يدي في مكتبة والديّ. وفي سن العاشرة بدأت أستعير الكتب من عمي الذي كان يملك مكتبة ضخمة، فقرأت لمكسيم غورسكي، وغابرييل غارسيا ماركيز، وجبرا إبراهيم جبرا، وتشيخوف الذي أعتبره الأقرب إلى قلبي. واستمرت علاقتي مع الكتاب حتى اليوم.

ماذا تقرأ اليوم؟

49604e69-381e-4f53-8a4b-e0d0ea1097b4

أعيد حاليًا قراءة رواية "السراب" لنجيب محفوظ، وهي رواية قرأتها منذ زمن بعيد وغابت عن ذاكرتي تفاصيلها، لكنها تركت لدي أثرًا قويًا عند قراءتي الأولى لها، وهو ما دفعني إلى العودة إليها مجددًا.

ما الذي تتناوله هذه الرواية؟

تتناول الرواية سيرة شاب نشأ في عزلة خانقة فرضتها عليه أم متسلطة، في حين كان والده المنفصل عن العائلة غارقًا في ملذاته وغير مبالٍ بمصير أبنائه. هذا التسلط يصيب بطل الرواية بما يشبه "الكفّ الاجتماعي"، ويعطل قدرته على التفاعل الطبيعي مع الآخرين. ويزداد الأمر سوءًا بعد زواجه، حين يعاني من عدم القدرة على إقامة علاقة زوجية كاملة، ثم يكتشف لحظة وفاة زوجته أنها كانت تخونه، من دون أن يشك بذلك يومًا. هذه اللحظة تمثّل ذروة الرواية، إذ تدفعه إلى مواجهة نفسه ومن ثم التغيير.

لماذا اخترت هذه الرواية لقراءتها مجدداً؟

اخترتها بدافع الأثر العميق الذي تركته الرواية في نفسي عند قراءتها الأولى، وهو ما دفعني إلى إعادة قراءتها بعد أن تلاشت بعض تفاصيلها من ذاكرتي.

من هو كاتبك المفضل؟

ربما يكون كاتبي المفضل هو أنطون تشيخوف، وهذا يعود إلى كوني ممثلًا وابنًا للمسرح، فالشخصيات التشيخوفية من أكثر الشخصيات التي تمنح الممثل متعة خاصة عند أدائها، لذلك امتزج إعجابي به كمؤلف أدبي وككاتب مسرحي. كما أستمتع بقراءة هرمان هسّه وميلان كونديرا، إذ تتجاوز رواياتهما مجرد السرد القصصي، لتأخذ منحى فلسفيًا يستعرض هشاشة الإنسان، والحياة، والاغتراب، والموت، والحب، والذاكرة، والجسد، والمنفى.

متى تقرأ؟

أقرأ في أوقات مختلفة، إذ إن ضغوط الحياة اليومية تجعل من الصعب تخصيص وقت منتظم للقراءة، ولكن غالبًا ما أقرأ في الصباح.

أين تقرأ؟

أفضل مكان للقراءة بالنسبة لي هو السرير، حيث أجد فيه الراحة والهدوء اللازمين للتركيز.

هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟

أفضل الروايات، إضافة إلى الكتب المتخصصة في تقنيات الكتابة والسينما، وكتب علم النفس والاجتماع. أعتبر نفسي تلميذًا بشكل مستمر، وأؤمن بفكرة التعلّم الذاتي، خاصة فيما يخص مهنتي ككاتب سيناريو.

بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأحب أو الأقرب إليك؟

على الرغم من سهولة الوصول إلى الكتب الإلكترونية، فإنني ما زلت أفضل الكتاب الورقي، إذ يمنحني إحساسًا مختلفًا، ويُشعرني بأنني في علاقة حميمة مع الكتاب، كما أن ملمسه ورائحته جزء من تجربة القراءة التي أحبها.

أخبار ذات صلة

ماذا يقرأ تيسير إدريس؟

ماذا يقرأ تيسير إدريس؟

google-banner
footer-banner
foochia-logo