زاوية "ماذا تقرأ؟"، هي نافذة تسلط الضوء على عوالم القراءة لدى الكتاب والمؤثرين والفنانين، نهدف من خلالها إلى استكشاف الكتب التي تلهمهم، وتكشف عن اهتماماتهم الفكرية، وتروي لنا قصصًا عن شغفهم بالقراءة، وكيف تؤثر في مساراتهم الشخصية والمهنية. إنها مساحة للاحتفاء بالكتاب والقراءة كوسيلة للإبداع والتطور.
يعد الفنان السوري عبد الفتاح مزين واحدًا من الممثلين المخضرمين في الدراما السورية، لكن قلة يعرفون عن علاقته الوثيقة بالكتاب، وولعه بالقراءة التي يعتبرها جزءًا لا يتجزأ من يومه، ومصدرًا أساسيًا لثقافته وتكوينه الفكري.
كيف ومتى بدأت علاقتك بالكتاب؟
الكتاب هو رفيق دربي وعمري. مكتبتي غنيّة جدًا، ولا أتوقف عن القراءة أبدًا، حتى لو كنت مشغولًا، لديّ وقت محدد لكل شيء، ساعتان للرسم لأنني فنان تشكيلي، والحد الأدنى للقراءة هو ساعة واحدة عندما أكون مشغولًا، أما عندما لا يكون لديّ عمل، فأقضي وقتي في مكتبتي في البيت.
عندي مكتبة تحتوي غلى أهم الكتب، منها كتب ويل ديورانت، وتضم ما بين خمسة إلى ستة آلاف كتاب، عدا عن تلك الموجودة في الخزائن، أحب أن يقرأ الجميع الكتب، فمثلًا حفيداتي يأخذن كتبًا من مكتبتي ويقرأن، وأنا أشجعهن على القراءة في أوقات الفراغ، لأن القراءة علم، والإنسان من دونها محدود جدًا.
ماذا تقرأ اليوم؟
أعيد حاليًا قراءة كتاب "قصة الحضارة" من تأليف الفيلسوف والمؤرخ الأمريكي ويل ديورانت وزوجته أريل ديورانت، وهو مؤلف من 63 جزءًا، وقد وصلت إلى الجزء الثاني. القراءة ضرورية ولا بد أن نقرأ، لأنها تزيد من ثقافتك ومعرفتك.
ما الذي يتناوله هذا الكتاب؟
هو كتاب موسوعي تاريخي يتناول نشوء الحضارة، يتحدث عن قصة جميع الحضارات البشرية منذ بدايتها وحتى القرن التاسع عشر ويتسم بالموضوعية، وبالمنهج
لماذا اخترت هذا الكتاب؟
لأنني أحب الاطلاع على تاريخ الحضارة. وهذا الكتاب موسوعة في فلسفة التاريخ قضى مؤلفوها عشرات السنين في إعدادها، قرأ عشرات المؤلفات وطاف جميع أرجاء العالم من شرقه إلى غربه أكثر من مرة. وحسبُ القارئ دليلاً على الجهد الذي بذله في إعداد العدة لها أن يطَّلع على ثَبَتِ المراجع العامة والخاصة المثبت في آخر كل جزءٍ من الأجزاء.
من كاتبك المفضل؟
لا يوجد كاتب يستهويّني أكثر من الآخر، فلكل كاتب خصوصية معينة. قرأت لمعظم كتّاب عصر النهضة مثل فيكتور هوغو، ألفونس دو لامارتين، كما قرأت في الأدب الروسي لدستويفسكي.
متى تقرأ؟
أحب أن أقرأ في الليل قبل النوم، خاصة في الأوقات التي لا يكون لديّ فيها عمل.
أين تقرأ؟
بالتأكيد أقرأ في مكتبتي.
هل من مجالات أو كتب معينة تجذبك؟
أحب عصر النهضة، وأشعر أنه قريب مني، في طريقة تفكيري وكياني.
بين الإلكتروني والورقي.. أيهما الأحب أو الأقرب إليك؟
لا أقرأ إلا من الكتاب الورقي. حتى في عملي، أحيانًا يرسلون لي النصوص على الهاتف المحمول، فأطلب منهم أن يرسلوها لي ورقيًا. أفضّل الورق، وأحب أن أدوّن الملاحظات عليه. الكتاب له هيبة خاصة، خاصة عندما تنعزل وتقرأ.
