لم تكن الشهرة في الدراما السورية والعربية حكرًا على فرد واحد داخل العائلة، بل شهدنا عبر العقود بروز أسماء عدّة جمعتهم روابط الأخوّة، ليشكّلوا ثنائيات فنية تركت أثرًا واضحًا في ذاكرة الجمهور. فبعض هؤلاء الأشقاء قدّموا أعمالًا مشتركة عزّزت حضورهم وأضفت قيمة مضاعفة على المشهد الدرامي، فيما فضّل آخرون خوض تجارب منفصلة مع الحفاظ على الرابط العائلي كظلّ رافق مسيرتهم.
من عائلة زيدان إلى آل الجزائري، مرورًا بالأحمد مرورًا بمنى واصف وشقيقتها هيفاء، وسلمى ومها المصري، وصولًا إلى أبناء أيمن رضا، تتكشّف حكايات ثنائيات صنعت التنوع، وقدّمت للدراما وجوهًا متعددة تنتمي إلى الجذور نفسها.
محمد وأحمد الأحمد
يُعد الشقيقان محمد وأحمد الأحمد من أبرز الثنائيات التي رسّخت حضورها في الدراما السورية. ورغم انطلاقة كل منهما بشكل منفصل، بيد أن الجمهور اعتاد على مشاهدتهما معًا في أكثر من عمل.
من أبرز هذه الأعمال مسلسل "خريف العشاق" إخراج جود سعيد، حيث قدّم أحمد شخصية "سعيد" فيما جسّد محمد دور "بدر"، ليجتمعا في لوحة درامية أبرزت تناغمهما الكبير. وتشير تقارير إلى ظهورهما المشترك في تسعة أعمال، ما جعل حضورهما المزدوج بصمة خاصة في المشهد الفني.
أيمن زيدان وأشقاؤه
يُعد الفنان أيمن زيدان رمزًا لعائلة فنية متكاملة. فقد شارك أشقاؤه وائل وزادي في أعمال جمعتهم على الشاشة. ومن أبرزها ظهوره مع وائل زيدان في مسلسل "زقاق الجن" الذي عُرض في رمضان، إذ قدما شخصيات من البيئة الدمشقية القديمة وسط أجواء مشوقة.
أما الراحل شادي زيدان، فقد جمعته بأخيه أيمن أعمال سابقة تركت أثرًا عاطفيًا لدى الجمهور، لتظل عائلة زيدان واحدة من أكثر العائلات تأثيرًا في ذاكرة الدراما السورية.
منى واصف وشقيقتها هيفاء
رغم أن الشقيقتين لم تجتمعا حتى الآن في عمل درامي واحد، فإن كلاً منهما شقّت مسيرتها الخاصة. هيفاء واصف تألقت في أدوارها الأخيرة مثل شخصية "أم عبد الله" في مسلسل "سوق الحرير" بجزأيه، بينما حافظت منى واصف على مكانتها كإحدى أيقونات الدراما العربية، إذ أطلت مؤخرًا في "تحت سابع أرض" و"ليالي روكسي"، وقبلها في "تاج" عام 2024.
سلمى المصري ومها المصري
الثنائي الأبرز بين الشقيقات، إذ قدّمت سلمى ومها المصري مسيرتين فرديتين لامعتين، لكن حضورهما تضاعف في الأعمال التي جمعتهما.
منها "الفصول الأربعة"، "مرايا" مع ياسر العظمة، و"أشواك ناعمة"، إضافة إلى "بروكار" إذ ظهرتا معًا ضمن بيئة شامية أصيلة.
سامية وصباح الجزائري
من بين أبرز الثنائيات النسائية أيضًا، الشقيقتان سامية وصباح الجزائري. البداية كانت على خشبة المسرح في "غربة"، قبل أن تختار كل منهما مسارًا مختلفًا.
سامية الجزائري (مواليد 1946) عُرفت كـ"سيدة الكوميديا السورية الأولى"، بفضل أدوارها في "جميل وهنا"، "أبو جانتي"، و"مرسوم عائلي".
أما صباح الجزائري (مواليد 1955)، فقد اتجهت نحو الدراما الاجتماعية والبيئة الشامية، فبرزت في "باب الحارة"، "الكندوش"، "حارة القبة 2"، و"بانتظار الياسمين"، ورغم اختلاف مساراتهما، ظلّت كل منهما تحمل بصمة خاصة داخل المشهد السوري.
وسام وهمام أيمن رضا
توارثت الثنائيات أيضًا إلى الجيل الجديد، إذ فتح الفنان أيمن رضا الباب أمام أبنائه لدخول عالم الدراما. فقد اجتمع وسام رضا وشقيقه همام في مسلسل البطل (رمضان 2025)، ورغم أن ظهورهما اقتصر على مشهدين فقط، فإن التجربة عكست بداية لافتة لمسيرة قد تتوسع مستقبلًا، وتمهّد لبصمة جديدة باسم العائلة.
