في "اليوم العالمي للعمل الإنساني"، الذي يصادف اليوم الثلاثاء 19 أغسطس/ آب، تتجه الأنظار نحو مجموعة من النجوم والمؤثرين الذين اختاروا أن تكون شهرتهم جسرًا للعطاء وخدمة القضايا الإنسانية، من مطابخ تطبخ الأمل، إلى حملات تدفئ القلوب، ومبادرات تسعى لتمكين اللاجئين والفئات الهشّة؛ يتجلى الوجه الآخر للفن والإعلام بعيدًا عن الأضواء المعتادة.
"فوشيا" يسلّط الضوء على أبرز الشخصيات العربية التي كرّست حضورها لنشر الخير، وتحولت قصصهم إلى مصدر إلهام لملايين المتابعين.
الطاهية اللبنانية عبير الصغير، تحولت إلى رمز للعطاء عبر مشروعها الاجتماعي الذي يقدّم وجبات يومية للنازحين والمحتاجين. أحدث فيديو لها عبر تيكتوك عرض كيفية إعداد أطباق لأكثر من 2000 شخص، ونال ملايين المشاهدات.
ولا تكتفي عبير بالطبخ، بل توثّق يومياتها في المطبخ مع فريق المتطوعين، وتُظهر تفاصيل عملية التحضير من لحظة شراء الخضار بكميات كبيرة وحتى تعبئة الوجبات وتوزيعها على الخيم. وقد حازت على إشادات واسعة من المنظمات الإنسانية والإعلام العربي، حيث اعتبرها كثيرون "مطبخ الأمل" للاجئين.
أطلقت المؤثرة رغدة كيومجيان، حملة قطعة دفى بالتعاون مع بنك الملابس، حيث وصلت النسخة الثانية إلى آلاف العائلات المحتاجة في الأردن وقطاع غزة. الحملة نجحت في جمع أكثر من 200 ألف قطعة ملابس دافئة، بفضل الشفافية في التوزيع والتواصل المباشر مع الجمهور عبر السوشيال ميديا.
كما شاركت رغدة بنفسها في مراكز الفرز والتوزيع، ونشرت فيديوهات توثّق مراحل الحملة من جمع التبرعات حتى تسليمها للعائلات. حيث لاقت المبادرة تفاعلًا واسعًا، إذ شارك بها طلاب جامعات، مؤسسات خاصة، ومتطوعون من مختلف الأعمار، ما جعلها نموذجًا للعمل التطوعي المنظم.
يُعرف أبو فلة بقدرته على تحفيز الجماهير نحو التبرع. سابقًا، نجح في جمع مبلغ تجاوز 11 مليون دولار لصالح المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين خلال بث مباشر استمر أكثر من 10 أيام متواصلة.
كما أطلق أبو فلة حملات لدعم تعليم الأطفال اللاجئين وبناء مراكز إيواء، ويُشيد المتابعون بأسلوبه التفاعلي القريب من الناس، حيث يشرح آلية توزيع التبرعات ويؤكد على وصولها إلى المخيمات بشكل مباشر وموثق، وهو ما زاد من ثقة الجمهور بمبادرته.
في مارس 2025، تم تعيين نجمة الموضة اللبنانية كارن وازن كـ سفيرة النوايا الحسنة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بعد سنوات من العمل الإنساني.
ومنذ ذلك الحين، أطلقت كارن مبادرات مثل دعم اللاجئات الحرفيات في لبنان ضمن مشروع Made51، الذي يتيح لهن بيع منتجاتهن عالميًا. كما تسلّط كارين الضوء عبر منصاتها على قصص النساء اللواتي يعشن ظروف النزوح، وتعمل على توعية جمهورها والذي يتخطى 7 ملايين متابع بضرورة التضامن ومكافحة الصور النمطية حول اللاجئين.
باتت الفنانة التونسية هند صبري أول سفيرة لمبادرة دائرة الإنسانية التابعة لبنك الطعام المصري، حيث تقود الجهود الجماعية للعمل الخيري.
ولطالما كانت هند دائمًا صوتًا للقضايا الإنسانية، فقد اختيرت سابقًا كـ سفيرة مكافحة الجوع من برنامج الأغذية العالمي، وأسهمت في حملات توعية عن الأمن الغذائي ودعم المرأة.
في مايو 2023، عُينت أسيل عمران أول سعودية سفيرة للنوايا الحسنة لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وخلال زيارتها لبنغلادش، دعمت لاجئي الروهينغا وأمضت وقتًا مع العائلات هناك، وشاركت تجاربهم عبر مقاطع مؤثرة لاقت تفاعلًا واسعًا على السوشيال ميديا.
كما تستمثر أسيل حضورها الفني والإعلامي لتكون صوت اللاجئين في المحافل، وركّزت على قضايا تعليم الأطفال وتمكين النساء اللاجئات، مؤكدة أن الفن يمكن أن يكون جسرًا للتغيير الاجتماعي.
يشغل الفنان السعودي فايز المالكي، منصب سفير مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ويساهم بفعالية في تعزيز الجهود التطوعية والإغاثية.
وقد شارك في دعم الجسور الجوية والبَرّية التي حملت عشرات الحافلات المحمّلة بالمساعدات إلى سوريا، بالإضافة إلى حملات جمع التبرعات لمتضرري الزلازل في تركيا والمغرب.
كما أن حضوره القوي على منصات التواصل يجعله مصدر ثقة للجمهور، إذ يُعرَف بلغة بسيطة قريبة من الناس، تُمكّنه من حشد الدعم الشعبي السريع لكل مبادرة إنسانية يشارك فيها.
لم تقتصر مسيرة الفنانة اللبنانية ماغي بوغصن على الفن بل تحولت إلى صوت نشط ضد العنف والتحرش، ناشدت ضحايا التحرش "رفع صوتهم" ودعمت بشجاعة الوعي القانوني والاجتماعي. وتمّ اختيارها أيضًا كسفيرة إعلامية لجمعية حماية لتعزيز الوعي حول العنف ضد الأطفال.
في أغسطس 2025، وخلال زيارتها إلى الأردن، تم تنصيبها كسفيرة لمؤسسة الأميرة تغريد للتنمية والتدريب، حيث أكدت أن "العائلة أهم سند"، وأشارت إلى أن الأسرة لا تقتصر على الروابط الدموية فقط، بل تمتد لتشمل كل من يقدّم الحب والدعم.