أخبار المشاهير

10 فبراير 2016

"متل القمر".. جهود الممثلين تضيع مع "مغصة" زيت الزيتون

لقاءات على الشاطئ. موج يزبد. قصة حب من زمن اختراع السينما، حين "الأمير" يخفق قلبه لـ"سندريلا"، الفقيرة ذات الملابس الرثة، التي تنتظر جنية الياقطينة لكي تمنحها فرصة أخرى في الحياة. و"زوجة الأب" الشريرة (حتى لو كانت هذه المرة في عائلة الأمير لا ساندريلا). ثم على المشاهد أن يتحمل "لتا" و"عجنا"، لا يذكر فقط بالخواء في المسلسلات المكسيكية، أو التركية، وانما يدمجهما معاً.

على الشاطئ





هذه عينة من الأحاسيس التي تقفز إلى صدرك أثناء متابعة حلقات المسلسل اللبناني "متل القمر"، الذي وإن عبّر عن جهد حقيقي لصناعه على مستوى التمثيل والتصوير، إلا أن الضعف الهائل الذي يتبدى عنه السيناريو وأحداث القصة (ربما بوسعنا اختصار الأحداث إلى ثلاثة أحداث فقط ممتدة على 15 حلقة)، يودي بهذا الجهد إلى ذات البحر الذي تتمشى على شاطئه "ساندريلا" الحلقات طوال الوقت، ويدب على رماله حصان الأمير.

مكسيكي





وسام وستيفاني صليبا تحت إدارة نبيل لبس، في هذا العملة المستوحى من مسلسل مكسيكي، يحاولان تقديم أقصى ما لديهما من مهارة، ولكن "الثوب" الدرامي العام للعمل يعاني من ترهل.
بعض الأمثلة التي ظهرت في الحلقة التي بثت أمس على قناة "أم تي في"، تثبت هذا الأمر:

فقدان ذاكرة





في العادة، نعرف أن تقنية "الفلاش باك" أو التذكر، بالصوت أو الصورة، تحصل عندما يقوم الممثل أثناء المشهد بتذكر حوار دار بينه وبين أحد أو سمعه في مشهد آخر، للدلالة على الأهمية.
وفي العادة، يكون هناك وقت بين المشهد الأصلي وبين مشهد التذكر. مثلا: تجتمع "قمر" بطلة المسلسل مع حبيبها ويخبرها أنه سيذهب الى بيروت، وتنزعج من الأمر. ينتهي المشهد. على الفور: ماذا نتوقع أن يكون المشهد التالي؟ انها مجددا، بعد ثوان قليلة، تحت غصن الزيتون، تتذكر المشهد ذاته! لم يتسن بعد للمشاهد أن ينسى هذا النص لكي تتم استعادته. ولا يمكن فهم ذلك الا كنوع من الحشو الذي يرغي على "الروح" أكثر مما يفعل "زيت الزيتون على الريق".

سيدة القصر





في القصر يعيش الأشرار. الأغنياء الذين يملكون حدائق واسعة، ويستيقظون من النوم مع "ميك ىب كامل" وشعر منسق وكأنه خضع لأنامل أمهر "كوافير".. هم غالبا الأشرار. "نكتة" قديمة نعرفه منذ زمن طويل، منذ فيلم "سيدة القصر" وفيلم "رد قلبي" وغيرها من أفلام السينما المصرية، التي ظهرت في "العصر الناصري" الذي اهتم بتشويه صورة الأغنياء خدمة لـ"أهداف الثورة". لكن القصر الذي يضم الحاقدين على "قمر"، تتكرر المشاهد فيه، بذات الزوايا وذات "الراكور"، حتى يصبح المشاهد خبيرا بكل طبق أو طاولة أو كنبة أو لعبة موضوعة على المكتب. هل هناك "آرت دايركتور" حقيقي في مسلسل " متل القمر"؟
هل يحتاج المشاهد العربي الى مزيد من المسلسلات المكسيكية والتركية المملة، حتى تظهر نسخ منها بوجوه عربية؟ سؤال بات من الواجب طرحه بجرأة، حتى لا يقتلنا الضجر!