يعود النجم الأسطوري راجينيكانث إلى الشاشة الكبيرة في فيلم Coolie من إخراج لوكيش كاناجاراج، ليقدم مزيجًا من إثارة الأكشن ودراما الجريمة. العمل كان من أكثر الأفلام الهندية انتظارًا في عام 2025، ومع الضجة الكبيرة التي سبقته وأرقام التذاكر القياسية قبل عرضه، دخل الجمهور القاعات متحمسًا لرؤية تجربة سينمائية استثنائية.
لكن وفقا لموقع "Indian Express" فإن النتيجة جاءت بمزيج متناقض، فبين لحظات الإبهار وحضور راجيني القوي، وبين ثغرات السيناريو وبطء الإيقاع، نجد أن "كولي" أقرب إلى احتفاء بالنجم أكثر من كونه فيلمًا متماسكًا.
ينطلق الفيلم بأسلوب المخرج لوكيش المعروف بالتقطيع المتداخل، حيث يقدم لنا مشهدًا في عالم الجريمة المنظمة عبر سرد شرطي، يعرفنا على شبكة تهريب معقدة وهي التي تشكل قلب القصة، لكن منذ اللحظة الأولى، تظهر مشاكل في الكتابة تجعل الأحداث تبدو متفرقة وغير مترابطة، مع عدم الالتزام بخط درامي واضح.
هنا يتضح أن الفيلم يحاول تقديم شخصية راجينيكانث في قالب أسطوري، مع دمج لمسات من السخرية، مثل مشهد أغنية المقدمة الذي تم تقديمه على نحو غير متوقع.
القصة تركز على ديفا "راجينيكانث"، وهو رجل يعيش حياة هادئة في منزل صغير، قبل أن تصله أخبار وفاة صديقه القديم راجاسيخار "ساتياراج"، وعند حضوره الجنازة، يواجه ديفا رفض ابنة الراحل الكبرى، التي لا تعرفه وتحمل تجاهه مشاعر غضب مكتوم.
من هنا، يتطور الصراع حين يقرر البقاء لحماية بنات صديقه من خطر مجهول، ورغم أن هذه الفرضية مثيرة، إلا أن الفيلم يغرق في سلسلة من المشاهد المليئة بالفلاش باك، مما يشتت التركيز ويضعف التماسك الدرامي.
إلى جانب راجينيكانث، يضم الفيلم مجموعة من النجوم:
ناجارجونا
عامر خان
أبندرا
ساثيراج
شروثي حسن
سوبين شهير
كل منهم يضفي لمسته الخاصة، لكن الأداء الأبرز بعد راجيني كان من نصيب ناجارجونا وسوبين شهير، اللذين أبدعا في أدوار الأشرار الكاريزمية، رغم محدودية العمق في كتابتها.
يحاول لوكيش إعادة صياغة نجاحه السابق في فيلم Vikram عبر استخدام عناصر التشويق والكشف التدريجي للأحداث، لكن النتيجة في "Coolie" أقل إحكامًا. هناك محاولات لإدخال المزاح الخفيف وكسر الجدية، لكنها لا تحقق التأثير المطلوب.
أما بصريًا، فيلتقط مدير التصوير جيريش جانجادهاران التناقض بين مشاهد الحركة المبالغ فيها ولحظات الصمت العاطفي بكفاءة، وإن كانت بعض المعارك، خاصة داخل القصر، أكثر عبثية من كونها مثيرة.
الملحن أنيرود يقدم موسيقى تضيف حيوية للفيلم، خصوصًا في المشاهد المرتبطة بشخصية أوبيندرا، حيث تتخذ الطابع الشعبي الكلاسيكي، على عكس الإيقاع الإلكتروني السائد في بقية العمل. هذه الاختلافات تمنح المشاهد استراحة من التوتر البصري وتعزز إحساس الارتباط بالشخصيات.
رغم محاولاته، لم يتمكن الفيلم من تحقيق توازن قوي، الأكشن حاضر بكثافة لكنه يفتقر أحيانًا إلى الدافع العاطفي، بينما الدراما تعاني من الترهل السردي. اللحظات التي يلمع فيها الفيلم غالبًا تكون في المشاهد التي تقل فيها الفوضى، مثل لقطات الفلاش باك التي تُظهر نسخة شابة من راجينيكانث بتقنية إزالة الشيخوخة، وهي من أكثر لحظات العمل إقناعًا.