لا يزال الخلاف بين الأمير ويليام والأمير هاري قائماً، مع اقتراب الذكرى الثامنة والعشرين لوفاة والدتهما الأميرة ديانا، التي يرى كثيرون أنها لو كانت على قيد الحياة، لكانت تدخلت لإنهاء هذا الانقسام.
في منتصف يوليو/تموز، سار الأمير هاري في حقل ألغام بأنغولا، مستعيدًا خطى والدته التي زارت المنطقة قبل نحو 30 عاماً للفت الانتباه إلى ضحايا الحرب. وفي اليوم نفسه، كان الأمير ويليام في شيفيلد، يحتفل بالذكرى الثانية لإطلاق مبادرته لإنهاء التشرد، وهي قضية كانت ديانا من أوائل من دعمها علنًا.
لكن اللافت أن هذه الخطوات، التي كانت في السابق تتم بشكل مشترك، أصبحت الآن منفصلة تمامًا، وسط غياب أي تواصل بين الشقيقين.
وفق تقرير لمجلة "بيبول" فإن الخلاف بين ويليام وهاري لم يبدأ اليوم، بل تفجّر بعد انسحاب هاري وزوجته ميغان من العائلة المالكة عام 2020، واشتدّ بعد مقابلتهما المثيرة مع أوبرا وينفري، ثم صدور مذكرات هاري التي وجه فيها انتقادات مباشرة لشقيقه ولباقي أفراد العائلة.
رغم تصريحات هاري المتكررة عن رغبته في إصلاح العلاقة، فإن محاولاته للتواصل مع ويليام لم تلقَ أي استجابة.
ويليام يعيش في المملكة المتحدة مع زوجته كيت ميدلتون وأطفالهما الثلاثة، بينما يقيم هاري مع ميغان وطفليهما في الولايات المتحدة. ولم يجتمع أبناء العم منذ سنوات، ما يعكس عمق القطيعة بين العائلتين.
يرى بعض المراقبين أن الخلاف لن ينتهي دون مبادرة صريحة من هاري للاعتذار. لكنّ آخرين يشيرون إلى تعنّت الطرفين، حيث ينتظر كل منهما أن يبادر الآخر.
في المقابل، جرت محادثات بين فريق هاري وممثلين عن الملك تشارلز، ما أعاد بعض الأمل في لقاء قريب بين الأب وابنه، ربما خلال زيارة مقررة لهاري إلى المملكة المتحدة في سبتمبر/أيلول.
بحسب مقربين، لم يكن فريق ويليام جزءًا من تلك المحادثات، إذ يركّز الأمير الآن على دعم زوجته التي تخضع للعلاج، وتربية أطفاله، خصوصًا الأمير جورج الذي يُعد الوريث المستقبلي للعرش.
مصدر مقرّب قال إن "غضب ويليام من شقيقه تحوّل إلى لامبالاة"، ما يشير إلى أن المصالحة قد لا تكون أولوية بالنسبة له.
رغم الخلاف، لا يزال كل من ويليام وهاري يحملان إرث والدتهما. كلاهما يعمل في مجالات إنسانية تأثرت بتوجيهات ديانا، من دعم الفقراء والتشرد، إلى حماية الأطفال ومساعدة المجتمعات المهمّشة. حتى في تربية أطفالهما، يظهر أثر ديانا في الطريقة التي يتعاملان بها مع الحياة اليومية بعيداً عن الأضواء الملكية التقليدية.
يرى كثيرون أن ديانا، لو كانت حية، كانت ستتدخل لتقريب وجهات النظر بين الشقيقين. كانت دائماً ترى أن وجودهما معًا ضروري لتجاوز ضغوط الحياة الملكية. وربما كانت ستنجح في إعادة بناء الجسور التي تهدمت.