سينما وتلفزيون

9 أبريل 2024

مسلسلات رمضانية لم تحظَ بجماهيرية واسعة

شهد السباق الرمضاني 2024 منافسة قوية بـين الأعمال الدرامـية العربية، الخليجية والمصرية والسورية، التي سجّلت عودة قوية من خلال مجموعة من المسلسلات، تصدّرت حديث رواد "السوشال ميديا" طيلة فترة عرضها.

ومقابل المنافسة القوية على لقب الأفضل في رمضان، عُرضت مسلسلات لنجوم كـبار، لكنها لم تحـظَ بجماهـيرية لافتة، ولم تحصد كذلك ردود الفعل المتوقعة، ومسلسلات أخرى كانت ضعيفة على المستوى الفني.

ويعتبر مسلسل "عتبات البهجة" للنجم الكبير يحيى الفخراني، من أبرز الأعمال التي خالفت التوقعات، لا سيما أنه يعيد الفخراني للدراما الرمضانية، بعد غياب ثلاث سنوات منذ آخر أعماله "نجيب زاهي زركش" الذي عُرض في رمضان 2021.



"عتبات البهجة"

ليس غريبًا حين نقول عن يحيى الفخراني إنه أحد مؤسسي الدراما الرمضانية، بأعماله على مدار العقود الماضية، فأعماله كانت سببًا رئيسًا بارتباط الجمهور بمسلسلات رمضان، طيلة مسيرته الممتدة لأكثر من نصف قرن.

ووسط انتظار كبير، جاء مسلسل "عتبات البهجة"، المأخوذ عـن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد، وهو مكوّن من 15 حلقة، ومن تأليف مدحت العدل وإخـراج مجدي أبو عمـيرة، على عكس التوقعات التي رسمها الجمهور العربي.

عن ذلك، يقول الناقد الفني طارق الشناوي، في تصريحات إعلامية لوسائل إعلام مصرية: عودة الفخراني أسعدت الجمهور، لا سيما أنه عائد برواية مهـمة، هي "عتبات البهجة". الرواية في حقيقتها ساحرة لكن المعادل الدرامي لها جاء باهتا بسبب اللغة المباشرة.

ويضيف الشناوي: النص يبدو كأنه من المحفوظات العامة، وهناك جزء يتحمـله المخـرج بكل تأكيد. أتصور لو أن النص كان جيداً والعمل أسند لمخرج له وهج خاص كان يحيى الفخراني قدّم دوراً رائعاً.



"الكبير أوي"

أما المسلسل الكوميدي الأوسـع انتشارًا عربيًا طيلة المواسم القليلة الماضية "الكبير أوي"، فقد تمنى الناقد الشناوي أن يتوقف عند هذا الحد.

وقال الشناوي إن المسلسل أعاد المصريين لفكرة الالتفاف أمام الشاشات بعد الإفطار، لكنه انحدر عدة درجات هذا العام بعد انخفاض مستواه أيضا العام الماضي.

وأضاف: هناك مرحلة تسـمى التشـبُّع، خاصة أن الجمهور يحفظ الشخصيات الثلاث التي يقدمها بطل العمل الفنان أحمد مكي، ويتوقع إفيهاتها وردود فعلها، مشيرًا إلى أنه لا يريد أن يُحمّل الفنانة رحمة أحمد، التي تقدم شخصية "مربوحة"، مسؤولية تراجع المسلسل؛ لأن المشكلة في الأساس تكمن في السيناريو والكتابة.



 مسلسل "محارب"

العمل الثالث في قائمتنا، هو مسلسل "محارب"، إذ عُرض على قناتي cbcegypt وcbcdrama المصريتـين فقط، ويبدو أن ذلك كان سبباً كافياً لعدم انتشاره عربيًا عدا عن الانتقادات التي لاحقت دور "عزيز محارب"، بطل العمل، الفنان حسن الرداد، لعدم إتقانه شخصية سائق الميكروباص الصعيدي، بالشكل المتعارف عليه في الشارع المصري.

أحداث "محارب" دارت في إطار اجتماعي تشويقي، حول شخص يدعى "عزيز محارب" وهو سائق ميكروباص صعيدي، يتعمد الهروب من قضية ثأر في قريته، ليعيش في القاهرة؛ ما يعرضه للعديد من المواقف الصعبة، ثم تتوالى الأحداث ويحاول النجاة بنفسه وعائلته من المخاطر.

ورغم مشاركة نجوم بارزين في المسلسل، مثل: أحمد زاهر، منة فضالي، ماجد المصري، نيرمين الفقي، تامر عبد المنعم، ملك أحمد زاهر، أحمد عنان، محمود عمرو ياسين، غير أن العمل لم يحقق المطلوب. 



"رحيل"

كما واجه مسلسل "رحيل" لياسمين صبري، سيلاً من الانتقادات، أبرزها عدم تمكُّن النجمة المصرية من دورها بشكل صحيح، إذ لم تراعِ مظهر شخصية "رحيل"، وهي فتاة شعبية تعمل في مجال النجارة.

إطلالات ياسمين في المسلسل كانت تتناقض مع الصورة الطبيعية لفتاة من المفترض أنها تعمل في ورشة والدها، فكان مكياجها في كثير من المشاهد قوياً، والشعر مصففاً عدا عن الأظافر الطويلة.

انتقادات الجمهور للمسلسل والتي رصدتها "فوشيا" عبر شبكات التواصل الاجتماعي، طالت ديكورات مواقع التصوير، حيث ظهرت بشكل ضعيف جداً بالنسبة لحارة شعبية في الإسكندرية.

المسلسل الذي ضم نخبة من الممثلين، أبرزهم: صلاح حسني، أحمد بدير، مي القاضي، وتدور أحداثه في 15 حلقة في إطار اجتماعي تشويقي، لم تكن أزمته فقط البطلة بل الديكورات أيضًا لحقتها التعليقات.

أخبار ذات صلة

مشهد السجن يعرض ياسمين صبري للسخرية

كما تعرض العمل لانتقادات لها علاقة بعدم مراعاة الفارق الزمني بين المشاهد التي يتضمنها، ومن بينها تحرُّك الأبطال وخروجهم وعودتهم إلى الحارة، وغيرها من التفاصيل التي ظهرت بالحلقات، مع تكرار مشاهد شوارع الإسكندرية بنفس المنطقة في معظم الحلقات، إضافة لمشهد دخول بطلة العمل السجن.



 "الدوار العاشر"

حاول التلفزيون الأردني الرسمي، إنتاج عمل درامي يعيد المشاهد إلى شاشته في رمضان، فقدّم مسلسل "الدوار العاشر"، الذي يؤدي بطولته الفنان منذر رياحنة.

المسلسل بلغت تكلفته الإنتاجية نحو مليون دينار أردني، حسب ما كشفه نقيب الفنانين الأردنيين محمد العبادي، الذي توقع أن يكون العمل بداية انطلاقة جديدة للدراما الأردنية بسبب توفر عوامل النجاح فيه.

لكن "الدوار العاشر" لم يحظَ بمشاهدة لافتة في الشارع الأردني، كما لم يلق الصدى المتوقع في منصات التواصل الاجتماعي، باستثناء حسابات أبطال العمل في "السوشال ميديا".

واعتبر متابعون من الأردن ، أن الترويج للمسلسل كان ضعيفاً، وبدأ قبل أيام قليلة فقط من شهر رمضان، بالإضافة إلى أن العمل يعالج القضايا من خلال أحداثه بصورة نمطية مبسطة. 



"كسر عضم 2"

جاء الجـزء الثاني من مسلسل "كسر عضم"، والذي حمل عنواناً فرعياً هـو "السـراديب"، بوهجٍ خافت وإيقاع أقل حماسة، مقارنة مع الجزء الأول من العمل الذي حقق نجاحاً لافتاً.

يبدو أن ظهور أعمال سورية نافست بقوة هذا الموسم، مثل "ولاد بديعة" ومسلسل "مال القبان" وغـيرهما، سـاهم بانحسار جماهيرية "كسر عضم".

يذكر أن المسلسل الذي عُرض موسمه الأول في رمضان 2022 خطف الأضواء، لا سيما أن رشا شربتجي هي من تولت عملية الإخراج، كما ضم نخبة من كبار نجوم الدراما السورية.

في رمضان 2024، عاد العمل بصورة مختلفة كلياً، خاصة مع غياب كبير لنجوم الجزء الأول، بالإضافة إلى أن الأحداث بدت أقل تأثيرًا بالجمهور وعدم ترابطها بمعالجة درامية واقعية.



 "صيد العقارب"

كذلك، واجهت الفنانة غادة عبد الرازق، انتقادات واسعة بعد عرض مسلسلها الرمضاني "صيد العقارب".

الانتقادات تركّزت على تكرار الممثلة المصرية لتجاربها السابـقة، وتقديمها صـورة السيدة القوية التي تدور حولها قصة العمل بأكملها.

الناقد المصري طارق الشناوي رأى أن العمل لم يحقق مردوداً يذكر على المستوى الجماهيري، وطالب غادة أن تتحلى بالشجاعة والصدق وتصنع وقفة مع النفس لتسأل نفسها أين كانت وأين أصبحت اليوم؟.

كما دعاها للكف عن العيش على أمجاد الماضي حين كانت ملء السمع والبصر بالدراما التلفزيونية وقادرة على تحقيق الجماهيرية، وأن تتخلى عما أسماه "حالة الإنكار". 

أخبار ذات صلة

طارق الشناوي يهاجم غادة عبد الرازق