مشاهير

7 أبريل 2020

الملكة إليزابيث.. لماذا ارتدت الأخضر؟ وما الرسالة التي وجهتها؟

سنكون مع أصدقائنا وعائلاتنا مرة أخرى، وسنلتقي مرة أخرى، بهذه الكلمات طمأنت الملكة البريطانية إليزابيث الثانية شعبها في خطابها المتلفز يوم أمس الأحد، وهو الخطاب الذي عدّ ذا أهميةٍ بالغة ليس فقط بسبب توقيته في ظل جائحة كورونا التي يعيشها العالم أجمع، وإنما لأنه يُعد الخطاب الوطني الخامس الذي تلقيه الملكة على مسامع شعبها خلال سنوات توليها العرش البريطاني الـ 68؛ إذ سبقه 4 خطاباتٍ وطنية فقط.

وأطلت الملكة من قلعتها التي تقيم فيها منذ أسابيع كنوعٍ من العزلة الاجتماعية، بفستانٍ باللون الأخضر، زينته بعقدٍ لؤلؤي ثلاثي السوار وبروش فيروزي، في محاولة منها لرفع المعنويات الوطنية لشعبها، مخاطبةً إياهم بكلامٍ يبعث على الطمأنينة.

ولكن لم يكن كلام الملكة وحده ما انتقته بعناية لتوجيه رسائلها، وإنما كانت التفاصيل حاضرة أيضا في إطلالتها التي اختارتها من خزانتها؛ إذ من المعروف أن الملكة البريطانية عادةً ما تستخدم خزانة ملابسها كأداة قوية لإيصال أعمق الرسائل، لذلك لن نفاجأ إذا كان فستانها الأخضر الأنيق، الذي ارتدته إلى جانب بروشها الفيروزي، كان خيارا مناسبا يعكس مشاعرها.

وجاء اختيار الملكة للون الأخضر باعتباره لون الانسجام؛ فعادةً ما يرتبط هذا اللون بمشاعر الحب والرحمة والقلوب المفتوحة، لأنفسنا، لبعضنا البعض والعالم الذي يعيش في أزمةٍ حقيقية، كما جاء اختياره لكونه اللون الرسمي الذي يستخدمه الأطباء والعاملون في القطاع الصحي البريطاني، والذين يُعتبرون حاليا العاملين على الخطوط الأمامية للحرب ضد الوباء، وهو ما فُهم على أنها تشكر جهودهم وتبعث لهم بتحيتها.

أما اختيارها لارتداء بروش الفيروز، والذي لم تكن قد ارتدته سوى مراتٍ معدودة، حيث ظهر للمرة الأولى في عام 2014 على الرغم من تاريخه الطويل، حيثُ كان ملكا لجدتها الملكة ماري، وهي هدية من الملك إدوارد السابع والملكة ألكسندرا، فجاء ذلك لأنَّ للفيروز نفسه معنى قويا؛ إذ يعدّ حجرًا مقدسًا من قبل العديد من الثقافات، وكان أحد الأحجار الكريمة الأولى التي تم تعدينها، وكان يعتز بها المصريون القدماء.

بالإضافة إلى اعتباره حجرا وقائيا يحمل صفات الشفاء ولمسة نهائية ناعمة ومهدئة، وغالبا ما تختار الملكة دبابيسها بعناية لمناسبات محددة، لذلك ربما أرادت مواصلة رسالة الدعم مع تلك المجوهرات.

وفيما يخص عقدها اللؤلؤي ذا الثلاث أسورة، فكان ذلك كرغبةٍ منها لإعادة إحياء التاريخ؛ إذ سبق وأن ارتدته في مناسبات رسمية متلفزة كانت إحداها عشية جنازة الأميرة ديانا في عام 1997، في اليوبيل الماسي لها في عام 2012، وعند وفاة والدتها في عام 2002، وأثناء حرب الخليج الأولى عام 1991 وهي الخطابات الوطنية الأربعة التي ألقت فيها الملكة خطابا كهذا.

وبالعودة إلى خطابها المتلفز، فقد تحدثت الملكة عن صعوبات العزلة الذاتية لكنها طمأنت البلاد، قائلة: "يجب أن نرتاح لأنه بينما لا يزال لدينا المزيد لتحمله، أفضل ستعود الأيام: سنكون مع أصدقائنا مرة أخرى، وسنكون مع عائلاتنا مرة أخرى ، وسنلتقي مرة أخرى".

كما أثنت الملكة على هيئة NHS الطبية، وأولئك الذين عملوا "بلا أنانية" على خط المواجهة أثناء الأزمة، قائلة: "أنا متأكدة من أن الأمة ستنضم إلي في التأكيد على أن ما تفعله موضع تقدير وكل ساعة من عملك الشاق تقربنا أكثر للعودة إلى الأوقات العادية".

وقالت خلال خطابها الذي سجلته من قلعة وندسور: "إنه يذكرني بأول بث قمت به عام 1940، بمساعدة أختي. نحن كأطفال، تحدثنا من هنا في وندسور إلى أطفال تم إجلاؤهم من منازلهم وطردوا بسبب الحرص على سلامتهم. واليوم، مرة أخرى، سيشعر الكثيرون بإحساس مؤلم بالانفصال عن أحبائهم، ولكن الآن، كما هو الحال في ذلك الحين، نعلم، في أعماقنا، أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله".

وعلى الرغم من خطابها الذي وصفه الكثيرون بالمؤثر، لم تتحدث الملكة عن أيٍ من أفراد أسرتها أو حكومتها الذين أصيبوا بالمرض.

هذا وكعادة الشعوب لم يخل الأمر من قيام بعض البريطانيين بتعديل ملابس الملكة لكون اللون الأخضر في الملابس يسهل التعديل عليه عبر برنامج فوتوشوب، تضمن بعضها إدخال صور لبعض الحيوانات وتعديل ملابسها لترتدي صورا أخرى