مشاهير

9 يوليو 2017

بالصور.. كيف أنقذت دار أزياء كريستيان ديور باريس من محنتها بعد الحرب؟

بعد أقل من عامين على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وتحديداً في الـ12 من فبراير 1947، قام مصمم أزياء مجهول يبلغ من العمر 42 عاماً بإطلاق أول مجموعة أزياء باسمه.

كريستيان ديور لم يشهد سوى نجاح ضئيل في الماضي، لكن ذلك اليوم داخل صالونه الكائن في شارع مونتين، بدأ ديور بصناعة تاريخ الموضة من جديد.

وكانت التصاميم التي قدمها في ذلك العرض الافتتاحي هامةً في حد ذاتها، فبعد سنوات من الحرب والاحتلال وعندما حل الاهتمام بالأشياء النافعة محلّ الاهتمام بالجمال، بدأت تصاميمه بتغيير العقول وتحسين الذوق العام ليرجع إلى أيام الباليه الروسي والحقبة الجميلة، وفقاً لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.



بصرف النظر عن الملابس، كل ما حدث بعد ذلك كان لحظة حاسمة في إعادة تشكيل وإعادة بناء الثقافة الفرنسية بعد الدمار الشامل الذي خلفته الحرب العالمية الثانية.

وعلى الرغم من أن كريستيان ديور مصمم أزياء، إلا أنه كان من بين المهندسين المعماريين الرئيسيين الذين قاموا بإعادة تخطيط فرنسا بعد الحرب وانتشلوها من قاع البؤس إلى قمة المجد.

وفي هذا الأسبوع، افتتح في متحف الفنون والزخارف بباريس أضخم معرض لتصميمات ديور ودار الأزياء الأسطورية التي تم تأسيسها في أواخر أربعينيات القرن الماضي.

في المعرض الجديد، وجدت التصاميم التي تصورها ديور بنفسه في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، بالإضافة إلى إبداعات العديد من مصمّمي الأزياء الآخرين الذين عملوا بدار الأزياء بعد وفاة ديور في العام 1957، بداية بتلميذه إيف سان لوران وانتهاءً بمصمّمين مثل جيانفرانكو فيري وراف سيمونز.



ولكن من ناحية أخرى، لا يعبر المعرض الضخم عن الموضة وحدها بقدر ما يمثله من إعادة تعريف للبلد وثقافته من خلال الموضة.

وفي هذا الصدد، يقول فلورانس مولر أحد أمناء المعرض ومؤرخ بارز في عالم الموضة: "لم يكن كريستيان ديور ثورياً، بل كان شخصاً رجعياً أعاد اكتشاف الفخر الوطني بعد فترة مروعة".

وفي العام 1947 كانت فرنسا مكاناً قاتماً، حيث كان هناك الكثير من الأنقاض المنتشرة في أنحاء البلاد والتي لم يتم إعادة بنائها بالإضافة إلى الاقتصاد الوطني الذي كان منهكاً بما فيه الكفاية، وواصل الكثير من الناس حياتهم معتمدين على حصص الإعانة حتى العام 1949.



وبالنسبة لمظاهر النشاط الفكري التي تميزت بها الحياة الباريسية قبل الحرب في عشرينيات وأوائل ثلاثينيات القرن الماضي، فقد اختفت جميعها وحل محلها تدريجياً مدينة نيويورك كعاصمة ثقافية جديدة للعالم الغربي. وبفضل ديور استعادت فرنسا مكانتها التي سُلبت منها.