اجتمع عدد من الفنانين والمثقفين السوريين في غاليري زوايا بالعاصمة السورية دمشق لإحياء ذكرى الفنان اللبناني الراحل زياد الرحباني، الذي لا تزال موسيقاه وكلماته حاضرة في الوجدان العربي، ومرتبطة بتفاصيل الحياة اليومية للكثيرين.
الأمسية لم تكن مجرد فعالية تكريمية، بل تجسيد حيّ للأثر العميق الذي تركه زياد في الوعي الثقافي والفني؛ فوسط أجواء حميمة، اجتمع الحضور ليستعيدوا صوتًا لم ينقطع، وشخصية فنية حفرت بصمتها في الذاكرة.
وحضر الأمسية عدد من الفنانين منهم خالد شباط، وجفرا يونس، وإليانا سعد، إلى جانب مثقفين ووجوه إعلامية.
قدّمت الأمسية الفنانة نانسي خوري، في تجربة بدت شخصية بقدر ما هي فنية، حيث قالت إن والدتها لطالما رغبت في رؤيتها مذيعة؛ وأضافت: الإلقاء والتقديم هو طريقتي للتعبير عن حبي للموسيقى، لزياد، وللحضور... ما قدمناه بسيط، لكنه صادق.
الموسيقية نور خوري، التي شاركت أيضًا في التحضير، وصفت الأمسية بأنها مغامرة جميلة، جاءتها دعوة من شقيقتها نانسي ومن الكاتب رامي كوسا؛ وقالت: رغم إحساسي بالمسؤولية، كنت متحمسة للمشاركة، خصوصًا في هذه الظروف التي نحتاج فيها أن نكون معًا.
الممثلة جفرا يونس رأت أن فكرة الاحتفال جاءت من رغبة صادقة في التعبير عن الامتنان، مؤكدة أن هذه اللحظة جمعت أصدقاء وفنانين توحّدوا في الغناء: رغم الصعوبات، شعرنا جميعًا بالدفء... كنا صوتًا واحدًا يغني زياد.
في كلمة مؤثرة، قال الفنان خالد شباط إن زياد الرحباني لا يحتاج احتفاءً، لأنه جزء لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية، مضيفًا: زياد حاضر في حديثنا، في أغانينا، في مواقفنا اليومية... هو فينا دون أن نشعر.
لم يكن زياد الرحباني مجرد اسم مكرَّم في الأمسية، بل كان النبض الذي حرّك الجميع، والموسيقى التي وحدت الذكريات؛ فهو الحاضر الغائب، الذي ما زال يُلهم أجيالًا، ويفتح أمامهم نوافذ لفهم الواقع بشاعرية وصدق.
بهذا اللقاء، لم تقتصر دمشق على إحياء ذكرى فنية، بل أكدت أن زياد الرحباني لا يزال حيًا في وجدانها، وفي ذاكرة كل من لمس فنه وفكره وشغفه بالحياة والموسيقى.