أشعل النجم السوري ناصيف زيتون مسرح قرطاج، وقدّم حفلًا استثنائيًا مساء الأربعاء 30 يوليو/تموز، ضمن فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، في واحدة من أكثر سهرات الموسم جماهيرية.
وامتلأت مدرجات المسرح الأثري بالكامل، في مشهدٍ أكّد مجددًا خصوصية العلاقة بين زيتون والجمهور التونسي، علاقة بدأت منذ ظهوره الأول على هذا المسرح، وازدادت رسوخًا عامًا بعد عام.
افتتح زيتون السهرة بكلمة عفوية نابضة بالمحبة: يا تونس مساء الخير.. الله أكبر عليكم جميعا والله يسعد مساكم، هذه السهرة أنتظرها من سنة إلى سنة، والله يشهد على ذلك. تونس الحلوة والناس الطيبين، يا رب يديم عليكم الصحة والعافية والبركة. شرفتوني جميعا، ولا مرة جيت ما كبر قلبي بلقائكم.
في لفتة شخصية دافئة، مازح الجمهور قائلا: في السنوات الماضية اصطحبت والدتي، واليوم من كثر حبي لكم جئت بزوجتي دانييلا رحمة، وأرحب بك يا حبيبة قلبي... ادعوا لنا، في المرات القادمة قد أصطحب أولادنا.
زوجته دانييلا رحمة، الممثلة اللبنانية، كانت حاضرة في الصفوف الأمامية، في ظهور نادر ولافت دعمًا لزوجها في هذه الليلة الخاصة.
على مدى ساعتين، قدّم زيتون باقة من أبرز أغانيه التي تفاعل معها الجمهور بكل حماس، من بينها: "حب جنون"، "نامي على صدري"، "أزمة ثقة"، "مش عم تزبط معي"، "مجبور"، "بالأحلام"، "أنا معك"، و"كذبة" وغيرها من الأغاني.
كان للحسّ العاطفي والوفاء مكانه في السهرة، إذ قدّم ناصيف زيتون أداءً مؤثرًا لأغنية "قديش كان في ناس" تكريمًا للراحل زياد الرحباني، في تحية خاصة للموسيقار الكبير الذي غيّبه الموت، أخيرًا. كما غنى "وين ع رام الله" إهداءً لفلسطين، فلامس بصوته مشاعر الجمهور العربي وتفاعلهم الصادق.
في مفاجأة مميزة، استضاف الفنان التونسي مرتضى الفتيتي على المسرح، وقدما معًا ديو أغنية "يا سيدي انسى"، وكشفا عن تعاون فني جديد. كما أدى مرتضى بطلب من ناصيف أغنيته الشهيرة "يا بابا"، ليتحول المسرح إلى مساحة غناء جماعي بين الجمهور والفنانين.
في تصريح خاص لـ"فوشيا "، قال ناصيف: حفلاتي في قرطاج دائمًا مختلفة. من سنة إلى أخرى أتفاجأ، والحمدلله، الله يديم علينا هذه النعمة. أتمنى أن أكون حاضرًا دائمًا، فهذا المسرح يكبر القلب، ويُعدّ إضافة فنية مهمة في مسيرة كل فنان.
وعن إحضاره زوجته هذه المرة، بعد أن كان قد اصطحب والدته في السنوات الماضية، قال ممازحًا: إن شاء الله في السنة القادمة أكون مع أولادي، وإن رزقني الله أحفادًا فسآتي بهم أيضًا.
أما بشأن ما إذا كان ذلك تلميحًا لانتظار الزوجين مولودهما الأول، أجاب بابتسامة: لا أؤكد ولا أنفي، فقط ادعوا لنا بالخير. الناس يتزوجون ليؤسسوا عائلات، وأتمنى من قلبي أن أستمر في الحضور إلى هنا معهم.
في ختام اللقاء، تحدّث ناصيف عن أغنيته الجديدة "يا مسافر" التي جمعته بالفنان المغربي زهير بهاوي، قائلًا: زهير فنان موهوب وكاتب وملحن ومغنٍ متميز، وأنا سعيد جدًا بالتعاون معه. الأغنية صدرت منذ يوم واحد فقط، لكن ردود الفعل الأولية مبشرة، وأتمنى لها النجاح.
ليلة لا تُنسى.. وموعد يتجدّد كل عام
كانت ليلة ناصيف زيتون في قرطاج أكثر من مجرد حفل فني، بل محطة وجدانية وجماهيرية أكدت أن هذا الفنان بات صوتًا محبوبًا في وجدان التونسيين، يترقبونه كل عام وكأنه يأتيهم لأول مرة.