يعيش العالم هذه الأيام مرحلة حرجة نتيجة انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تتسع دائرته يوما بعد يوم مخلفا وراءه العديد من الإصابات والوفيات.
فهذا الفيروس ينتمي إلى عائلة الفيروسات التاجية، ويُعتبر من الفيروسات المُسبّبة لبعض المشاكل والأمراض في الدواجن، والأبقار، وأخيرا الإنسان.
وهنا لا بد من الإشارة، الى أن هناك عدّة أنواع لفيروس الكورونا، ومنها ما يُعرف بفيروس السارس التاجي والذي يتسبب بالمتلازمة التنفسية الحادّة الوخيمة التي تُعدّ إحدى مشاكل الجهاز التنفسيّ المُعدية، وقد اكتُشف في عام 2002 م، ويُعتقد أنّ هذا الفيروس قد انتقل من الحيوان إلى الإنسان، ويُرجّح الباحثون أنّ الحيوان الذي انتقل منه هذا الفيروس هو الخفّاش، ولكن يعتقد أهل العلم والاختصاص أنّ الفيروس لا يمكن أن ينتقل بنسخته الجينية من الخفافيش إلى الإنسان، وإنّما يحتاج للخضوع لبعض التغيرات على الصعيد الجينيّ وغالباً ما تحدث هذه التغيرات الجينية في الحيوان المعروف بزباد النخيل.
أمّا بالنسبة لأنواع فيروس الكورونا الأخرى، فمنها ما يُعرف بفيروس كورونا الشرق الأوسط ويُسبب هذا الفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وفي الحقيقة قد تمّ اكتشاف هذا الفيروس لأول مرة في عام 2012 للميلاد في المملكة العربية السعودية، وفي العام الذي يليه وُجد هذا الفيروس في فرنسا، وألمانيا، والأردن، وقطر، وتونس، والمملكة المتحدة، والإمارات العربية.
وتبيّن أنّ فيروس كورونا الشرق الأوسط قد ظهر في الخفافيش لأول مرة ثم انتقل إلى الجمال كوسطٍ عائلي لحدوث التغيرات الجينية لينتهي المطاف بوصوله إلى الإنسان وإصابته بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ويُشار إلى ظهور أحد أشكال هذا الفيروس في نهاية عام 2019 فيما يُعرف بفيروس كورونا الجديد 2019، وقد ظهر لأول مرةٍ في الصين تحديدًا في ووهان.
وتتراوح أعراض الإصابة بفيروس الكورونا المُسبّب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية من حالات عدم ظهور الأعراض، إلى ظهور أعراض خفيفة وبسيطة، إلى ظهور أعراض رئوية حادة قد تُسفر عن موت المصاب، فضلا عن أن هناك فئات أكثر عُرضة للمعاناة من الأعراض الخطيرة لهذه المتلازمة، وهم: كبار السنّ، والأشخاص الذين يُعانون من ضعف الجهاز المناعيّ، والمصابون بأمراض مزمنة مثل السرطان، أمراض الكلى، السكري، أمراض الرئة المزمنة.
وتظهر على المصابين الأعراض الآتية: الحمّى، السعال، وضيق التنفس، وهذه الأعراض هي الأعراض الاعتيادية التي تُرافق متلازمة الشرق الأوسط التنفسي، فضلا عن المعاناة في بعض الحالات النادرة من الإسهال، الالتهاب الرئوي، الفشل التنفسي أو توقف التنفس، وهي حالةٌ تتطلب التهوية الميكانيكية والخضوع للرعاية في وحدة العناية المركزة.
اما بالنسبة إلى طرق انتقال الكورونا فيعتقد أنّ هذا الفيروس كباقي أنواع فيروس الكورونا ينتقل عن طرق وصول رذاذ المصاب إلى الشخص السليم بطرق عدة، ومنها السعال، وغالباً ما يحدث هذا الأمر في الحالات التي يكون فيها التواصل مع الشخص المصاب، كما هو الحال عند تقديم الرعاية الطبية للشخص المصاب أو العيش معه في الغرفة والمنزل ذاته.
الفيديو المرفق، يعرض المقابلة التي أجراها "فوشيا" مع أخصائية الأمراض الجرثومية والمعدية الدكتورة ميرا الجبيلي ،إذ تحدثت عن مختلف الأمور المتعلقة بفيروس الكورونا.