قد تبدو العزوبية للوهلة الأولى لغزاً محيّراً، خاصة حين تكون محاطاً بأشخاص يرتبطون بسهولة، بينما تجد نفسك تكرّر السؤال: ما الذي يُبقيني وحيداً رغم كل محاولاتي للتواصل والتعرف؟
لكن الواقع أكثر تعقيداً مما يبدو، فالعزوبية ليست فشلاً ولا نقصاً، بل قد تعكس مزيجاً من الظروف، والاختيارات، وأحياناً، اللاوعي.
الخبيرة النفسية جيمي برونستين ترى أن العزوبية "جزء طبيعي من المسار الشخصي، سواء كانت مرحلة مؤقتة أو نمط حياة دائما". ومع ذلك، فإن التعمّق في الأسباب التي قد تقف خلف هذا الواقع قد يفتح لك باباً لفهم أوسع، وربما تغييرات دقيقة تصنع فارقاً.
فيما يلي 14 سبباً قد تشرح لك بوضوح لماذا لا تزال أعزب حتى الآن.
ليس الجميع يبحث عن الحب. البعض يجد في العزوبية حريته وسعادته. هناك من يختارون العزوبية، وهم يعتبرون الحياة الفردية خياراً واعياً يمنحهم متعة واستقلالية وراحة داخلية.
العمل، الدراسة، التطوّر الذاتي، أو حتى الراحة النفسية قد تكون في مقدمة اهتماماتك حالياً، وهو أمر طبيعي تماماً. لا يعني أنك لن ترغب بعلاقة مستقبلاً، بل أنك تختار وقتك بعناية.
العلاقات تتطلّب جرأة وانفتاحاً عاطفياً، وهو أمر صعب للبعض، خصوصاً ممن تعرّضوا لخيبات سابقة. عقولنا مصممة لتجنّب الألم قبل البحث عن الحُب، وهذا قد يعيقنا من دون أن نشعر.
حين تقتنع في قرارة نفسك بأنك لن تجد الحب، قد تتصرف بلا وعي بطريقة تؤكّد هذه القناعة. الخوف من الوحدة قد يقودك إليها أكثر من الوحدة ذاتها.
كثيرون يقعون في فخ تكرار العلاقات المؤذية والسامة بسبب مشاكل مرتبطة بالارتباط العاطفي منذ الطفولة. فبدلاً من الشفاء، يعيد البعض خلق الجرح ذاته مع شركاء مختلفين.
سواء من طفولتك أو من علاقاتك السابقة، قد تحمل أفكاراً سلبية عن الحب أو عن ذاتك تجعلك غير قادر على بناء روابط سليمة.
التمسك بالمعايير العالية أمر صحي، لكن في بعض الأحيان قد يتحوّل إلى نظرة مثالية تستبعد أي شريك لا يطابق "الصورة الخيالية".
قد تربط دخولك في علاقة ببلوغ هدف معين: خسارة وزن، وظيفة أفضل، أو وضع مالي معيّن. لكن تأجيل الحب حتى "تُصبح جاهزاً" قد يكون حيلة يخدع بها عقلك نفسه.
قد يكون المحيط الجغرافي أو الاجتماعي محدوداً، ما يجعل فرص التعارف محدودة، حتى في عصر التكنولوجيا والإنترنت.
العكس تماماً قد يكون سبباً أيضاً. كثرة العروض تجعل البعض يدخل في دوامة "البحث عن الأفضل دائماً"، مما يؤدي إلى تشتّت وعلاقات عابرة لا تكتمل.
الدخول في علاقات ضبابية، أو ما يُعرف بـ "السيتويشن شيب"، قد يكون نتيجة لعدم وضوح ما تريده فعلاً من العلاقة. وقد تجد نفسك عالقاً في علاقات لا تعرف كيف تبدأ أو تنتهي.
التعلّق بشخص من الماضي، أو الدخول في علاقات جديدة من دون شفاء حقيقي، قد يكون أحد أسباب تأخر ارتباطك الحالي.
أحياناً يكون الشخص مناسباً، لكن الزمن ليس كذلك. عدم التوافق في التوقيت أو المرحلة الحياتية قد يعرقل علاقة رغم وجود مشاعر متبادلة.
قد تبدو هذه الجملة مستهلكة، لكنها حقيقية: رفضك للتسوية مع شخص لا يناسبك هو شجاعة، وليس نقصا. فالوحدة في علاقة غير صحيّة أسوأ من الوحدة خارجها.
تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 30% من البالغين في الولايات المتحدة لا يعيشون علاقات عاطفية أو زواجاً. والميل نحو العزوبية آخذ في الازدياد، خصوصاً مع تغيّر وتبدّل أولويات الأفراد. إذًا كيف تستمتع بالعزوبية وتحتضنها؟
اكتشف ما يسعدك، وابدأ بتغذية علاقتك الأهم: علاقتك بنفسك.
خصّص وقتاً للأصدقاء والعائلة، فهذه الروابط تشحن طاقتك العاطفية وتبني الدعم الحقيقي.
افعل ما تحب كالسفر مثلاً من دون أي حسابات أو تضحيات لا ضرورة لها.
وإذا أردت الارتباط؟ إليك نصائح الخبراء:
سواء كنت عازباً باختيارك، أو في طريقك نحو علاقة، تذكّر أن قيمتك لا يحددها وجود شريك. اختر نفسك أولاً، وما تبقى سيأتي في وقته.