تواجه النساء في سوق العمل تحديات متكرّرة، أبرزها الفجوة في الأجور، وصعوبة الحصول على مقابل مادي يعكس قدراتهن الحقيقية وكفاءتهن المهنية. ويُعدّ التفاوض على الراتب خطوة مفصلية لا تقتصر فقط على تحسين الدخل، بل تمثّل أيضًا وسيلة لكسر الصور النمطية والمفاهيم التقليدية التي كثيرًا ما تحد من طموح المرأة.
فالتفاوض الناجح ليس مجرّد مطالبة مالية، بل تعبير واعٍ عن تقدير الذات وإثبات للجدارة في بيئة العمل. كما أنه فرصة حقيقية لتعزيز الثقة بالنفس، وترسيخ الحضور المهني للمرأة في مختلف القطاعات.
ومن المهم أن يُنظر إلى التفاوض على الراتب كحوار متكافئ، يسعى لتحقيق توازن منطقي بين طموحات الموظفة واحتياجات المؤسسة، بما يضمن بيئة عمل أكثر عدلاً وتقديرًا للجهد والمهارات.
طرق للتفاوض بنجاح على الراتب
تشير الدراسات بحسب مقال نشره موقع هارفارد بزنس ريفيو، أن النساء غالبا ما يقللن من شأن مهاراتهن وخبراتهن، مما يجعلهن أقل عرضة لطلب رواتب أعلى.
لذلك وقبل التفاوض من الضروري اتباع التالي:
إجراء بحث شامل وتقييم القيمة السوقية
من الضروري أن تبدأ المرأة بعملية التفاوض بمعرفة دقيقة لمتوسط الرواتب للأشخاص ذوي الخبرة والمهارات المماثلة في مجال العمل والموقع الجغرافي.
وأن تستخدم مواقع المقارنة بين الرواتب، واستشارة شبكتها المهنية، لمحاولة فهم هيكل الرواتب في الشركة المستهدفة إن أمكن.
هذا البحث سيمنح المرأة أساساً قوياً لتحديد توقعات راتبها الواقعية والمستهدفة. ومن المهم أيضاً أن تناقش الموظفة المزايا الأخرى مثل الإجازات، وساعات العمل المرنة، وفرص التطوير المهني.
بناء الثقة وتقديم حجج قوية
خلال عملية التفاوض، من المهم أن تظهر النساء الثقة بالنفس والقدرات، بإعداد قائمة بإنجازاتهن ومساهماتهن السابقة التي تثبت قيمتهن كمرشحات قويات.
يمكن استخدام أمثلة محددة وقابلة للقياس لتوضيح كيف أحدثت فرقاً في أدوارها السابقة.
وعند مناقشة الراتب، على المرأة التركيز على القيمة التي ستضيفها إلى الشركة وليس فقط على احتياجاتها الشخصية بطريقة مهذبة ومرنة في طريقة الحوار.
التدرب على سيناريوهات التفاوض
التفاوض مهارة يمكن تطويرها بالممارسة. ويجب على المرأة التدرب على سيناريوهات تفاوض مختلفة مع صديق أو مرشد مهني.
وأن تتوقع الاعتراضات المحتملة التي قد يطرحها صاحب العمل وتجهز ردوداً مقنعة. فالتدرب سيساعد المرأة على الشعور بمزيد من الراحة والثقة عند إجراء المحادثة الحقيقية.
بالإضافة إلى أهمية التفكير في الحد الأدنى للراتب والراتب المثالي الذي تطمح إليه، وأن تكون مستعدة للتنازل عن بعض المزايا الأخرى إذا كان ذلك ضرورياً للوصول إلى اتفاق بشأن الراتب.
المحافظة على الاحترافية والمرونة
إذا لم يجرِ أمر التفاوض كما هو مخطط له، على المرأة أن تحافظ على احترافيتها وتهذيبها.
فالهدف هو بناء علاقة إيجابية مع سوق العمل، حتى لو لم يتم التوصل إلى الراتب المطلوب في البداية.
وإذا لم يكن العرض الأولي يلبي التوقعات، على الموظفة فهم الأسباب وراء ذلك والسؤال عما إذا كانت هناك فرص لزيادة الراتب في المستقبل بناءً على الأداء.
المرونة والانفتاح على الحلول الوسط يمكن أن يؤديا إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل.
التفاوض على الراتب للنساء هو حق مشروع وفرصة لتقدير الذات. بالاستعداد الجيد والثقة بالنفس والاحترافية، يمكنك تحقيق نتائج إيجابية.
