في عصر باتت فيه راحة الطفل وسعادته محور الاهتمام الأول، قد يقع كثير من الأهل في فخّ المبالغة في تلبية الرغبات، دون الانتباه لما تتركه هذه العادة من أثر على شخصية الطفل.
فكلما لبّينا طلبًا بلا تفكير، أو تراجعنا عن قول "لا" خشية خذلانه، نكون بذلك نُسهم في ترسيخ شعور خطير يُعرف بـ"الاستحقاق المفرط".
هذا الشعور لا يولد من فراغ، بل، غالبًا، ما ينمو في بيئة يغمرها التدليل، والمبالغة في الحماية، والحرص الزائد على راحة الطفل، كما توضح الخبيرة التربوية ومؤسسة منصة "حلول التربية الإيجابية" آمي ماكريدي، التي تعتبر هذه الظاهرة "وباءً" يضرب القيم التربوية بهدوء.
الطفل الذي يعاني من هذا الشعور يعتقد، بشكل غير واعٍ، أن من حقه الحصول على ما يريد متى أراد، دون أن يبذل جهدًا أو يتحمل مسؤولية. وغالبًا ما يتوقع أن يُكافأ لمجرد أنه قام بتصرف طبيعي، كأن يرتب غرفته أو ينهي واجبه المدرسي.
إليك 9 إشارات عليكِ الانتباه لها بحسب كتاب "وباء الأنا: دليل خطوة بخطوة لتربية أطفال مسؤولين وممتنين في عالم يروّج للأنانية"، تشرح ماكريدي تسع علامات شائعة تدل على أن الطفل قد يكون في مرحلة غير صحية من التعلّق بالاستحقاق:
يكمن التغيير في تعديل سلوك الأهل، لا الطفل فقط. ابدئي بكبح اندفاعكِ للتدخل أو التسهيل المفرط. امنحي طفلك الفرصة ليجرب، يخطئ، ويتعلم. فكل تجربة فيها درس أقوى من ألف نصيحة.
إن رفضتِ طلبًا، فلا تتراجعي عنه لمجرد بكائه أو اعتراضه.
كأن يُنجز مهماته بنفسه أو يُشارك في ترتيب المنزل.
حتى لا يتحول "الطبيعي" إلى "منّة".
إذا أراد شيئًا جديدًا، ساعديه على الادخار أو القيام بمهام إضافية للحصول عليه.
حبّك لطفلك لا يعني أن تفرشي له الحياة وردًا بلا شروط، بل أن تزرعي فيه بذور الامتنان، الصبر، والمثابرة. التربية ليست في تلبية الرغبات، بل في إعداد شخص قادر على مواجهة الحياة باستقلالية وتوازن.