تتواصل فعاليات الدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الأفلام الأوروبية في الأردن برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة ريم علي، الذي يجمع السينما الأوروبية بألوانها المتعددة مع الجمهور الأردني، ليشكل حدثاً ثقافياً بارزاً يعزز الحوار والتبادل عبر لغة الصورة ومن خلال الشاشة التلفزيونية.
يقدم مهرجان الأفلام الأوروبية هذا العام، الذي ينظَّم من قبل بعثة الاتحاد الأوروبي إلى الأردن، بالشراكة مع تجمع المعاهد الوطنية للثقافة التابعة للاتحاد الأوروبي EUNIC فرع الأردن، والهيئة الملكية للأفلام، باقة من 22 فيلماً من الدراما والكوميديا والإثارة والوثائقيات والرسوم المتحركة، من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى المملكة المتحدة وسويسرا وأوكرانيا، إلى جانب مشاركة الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد".
أكد مدير الإعلام والثقافة في الهيئة الملكية للأفلام، أحمد الخطيب، في تصريحات خاصة لموقع "فوشيا"، أن دور الهيئة في المهرجان يتمثل في استضافة العروض في المسرح الخارجي للهيئة، وتقديم الدعم الفني والتقني والترويجي، بما يتيح للجمهور فرصة التعرف على السينما الأوروبية بأشكالها المختلفة.
وقال: "ننظر لهذا المهرجان كحدث ثقافي مهم، ومن هذا الباب نحن شركاء فيه. فهو يشكّل مساحة للتلاقي بين الثقافات ويفتح المجال أمام الجمهور الأردني للتعرف على تجارب سينمائية متنوعة".
أشار الخطيب إلى أن السينما الأردنية تستفيد بشكل مباشر من هذا الحدث، سواء من خلال إتاحة الفرصة للجمهور وصنّاع الأفلام للاطلاع على تجارب سينمائية أوروبية متعددة، أو عبر عرض فيلم أردني في المهرجان، مما يعزز حضور الإنتاج المحلي أمام جمهور متنوع يضم أردنيين ومقيمين أوروبيين وأجانب.
وأضاف: وجود فيلم أردني كضيف في المهرجان أمر بالغ الأهمية، فهو يقدّم السينما الأردنية إلى جمهور واسع ويسهم في الترويج لها عربياً ودولياً.
لا يقتصر المهرجان على العروض السينمائية فقط، إذ يشكّل منصة للتبادل والتعلّم عبر ورش متخصصة وجلسات حوارية مع مخرجين من النمسا واليونان والسويد والمملكة المتحدة، تتيح لهم مشاركة تجاربهم مع الجمهور الأردني.
كما ستُنظّم ورش تدريبية للمهنيين والمواهب الشابة، إلى جانب حلقات نقاشية مع ضيوف من دول مختلفة حول الأفلام المشاركة، وفقاً لما ذكره الخطيب.
بدعم من الهيئة الملكية للأفلام، ستنتقل عروض المهرجان من عمّان إلى محافظات عدة بينها: عجلون، العقبة، إربد، جرش، وادي رم، السلط والزرقاء، في خطوة تهدف إلى توسيع نطاق الوصول إلى السينما وتعزيز ثقافة الفيلم في الأردن.
قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى الأردن بيير-كريستوف شاتزيسافاس إن "السينما قادرة على تجاوز الحدود وجمع الناس معاً".
في حين اعتبر مدير الهيئة الملكية للأفلام، مهند البكري، أن المهرجان يعكس "وحدة في التنوع"، مشيراً إلى أنه "في وقت يزداد فيه الحديث عن الحوار بين الثقافات صعوبة، تأتي السينما لتجسّد هذه الجسور من الإبداع والسرد القصصي".