تم اكتشاف 3 لوحات زيتية نادرة منسوبة للفنان الطليعي الشهير كازيمير ماليفيتش مدفونة تحت فراش سجينة سابقة تُدعى إيفا ليفاندو.
الكشف حدث مصادفة خلال انتقال عائلي في العاصمة الرومانية بوخارست، حين عثر يانيف كوهين -رجل أعمال وصهر ليفاندو- على اللوحات داخل منزلها.
اللوحات الثلاث معروضة حاليًا أمام الجمهور في المتحف الوطني للفن المعاصر في رومانيا حتى نهاية أغسطس/آب، ضمن معرض برعاية عيادة أسنان يملكها كوهين نفسه.
ومع أن اللوحات تُنسب إلى ماليفيتش، فإن المتحف لم يصدر أي بيان رسمي يؤكد أصالتها أو ينفيها.
القطع الفنية المكتشفة تحمل توقيعًا بأسلوب يُشبه أسلوب ماليفيتش، وتعود تواريخها المفترضة إلى الفترات التالية: "تكوين تفوقي مع مستطيل أخضر وأسود" (1918) و"تكوين تكعيبي مستقبلي" (1912–1913) و"تكوين تفوقي مع مربع أحمر ومثلث أخضر" (1915–1916).
ويقول خبراء إن هذه الأعمال، إن ثبتت أصالتها، قد تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني.
رغم الإثارة المحيطة بالاكتشاف، فإن كثيرًا من الباحثين في الفن يشككون في صحة نسب هذه اللوحات إلى ماليفيتش.
كونستانتين أكينشا، وهي باحثة ومؤرخة فنية أوكرانية-أميركية، صرحت لـ"بي بي سي" بأن الأعمال الثلاثة لا تتوفر لها أي سجلات أو صور أرشيفية، ولم تُعرض خلال حياة الفنان، ما يجعل نسبها له أمرًا مشكوكًا فيه.
تم تحليل اللوحات من قبل مختبرات فنية في باريس وألمانيا، وتبيّن أن المواد المستخدمة -من صبغات وألوان- تتطابق مع ما كان يُستخدم في زمن ماليفيتش.
لكن هذه الفحوص لم تؤكد بشكل قاطع أن الفنان نفسه هو من رسمها، بل اكتفت بالإشارة إلى توافق زمني وتقني.
يُعد كازيمير ماليفيتش من أبرز مؤسسي الحركة التفوقية (Suprematism) في الفن التجريدي، وقد شكّل تأثيرًا عميقًا على تطور الفن الحديث في القرن العشرين.
لوحاته تُعد من الأعلى قيمة في السوق العالمي، إذ بيعت إحداها في مزاد عام 2018 مقابل 85 مليون دولار.
حتى الآن، لم تُحسم هوية الرسّام الفعلي للوحات، ولا تزال الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه الأعمال كنزًا فنيًا ضائعًا أم محاولة بارعة للتقليد.
وما لم تظهر وثائق أو دلائل جديدة، ستبقى هذه اللوحات في منطقة رمادية، تثير الجدل وتُشعل الحوارات في أوساط الفن المعاصر.