بعد مرور 39 عامًا على عرض الفيلم التلفزيوني الشهير "الوزير جاي" للكاتب الصحفي الساخر الراحل أحمد رجب، تكرّر مشهد من أحداثه بشكل لافت على أرض الواقع في محافظة سوهاج بمصر، ليجسد واقعية النقد الذي قدّمه العمل قبل عقود حول البيروقراطية والروتين داخل المؤسسات الحكومية.
القصة بدأت أثناء جولة تفقدية لمحافظ سوهاج إلى مقر الخدمات الزراعية بقرية البربا التابعة لمركز جرجا جنوب المحافظة، إذ فوجئ بأن أحد المواطنين يتولى إنجاز مهام موظف اعتاد الغياب المتكرر عن عمله، في مشهد مطابق تقريبًا لما قدمه الفيلم قبل نحو أربعة عقود.
الفيلم الذي عُرض لأول مرة عام 1986، تناول عبر أحداثه الساخرة أزمات النظام الإداري في مصر، وجسّد مشهدًا شهيرًا لمواطن يداوم على زيارة إحدى المصالح الحكومية للحصول على توقيع ضروري، ليكتشف أن الموظف المسؤول قد توفي، فيما ترفض المصلحة الإعلان عن وفاته رسميًا.
وبمرور الأيام تنشأ علاقة بين المواطن والموظفين الآخرين، إلى أن يصبح جزءًا من منظومة العمل من دون أي قرار رسمي، بل ويباشر مهام بعض الموظفين عند غيابهم.
المفارقة أن هذا السيناريو الفكاهي الذي قدّمه أحمد رجب برؤية نقدية وساخرة، عاد ليتكرر في مشهد حقيقي التقطته عدسات الحاضرين، ليؤكد أن ما صُوِّر كخيال ساخر في الثمانينيات، يجد له صدى واقعيًا حتى اليوم.
يُذكر أن فيلم "الوزير جاي" من تأليف أحمد رجب، وسيناريو وحوار عاطف بشاي، وبطولة أحمد بدير، وحيد سيف، سيد زيان، عبدالسلام محمد الذي جسّد دور المواطن الموظف، وصلاح قابيل في دور الوزير.