بالنسبة لكثيرين، قد يبدو تحويل موقع مهجور إلى مشروع شخصي فكرة رومانسية أو مغامرة مثيرة.
لكن بالنسبة لمايك كونر، الرئيس التنفيذي السابق في مجال البرمجيات، فقد تحوّل هذا الحلم إلى تجربة شاقة وغير متوقعة، حين قرر شراء حصن نابليوني مهجور يعود إلى القرن التاسع عشر، وفق "بي بي سي".
في مايو/أيار 2017، دفع مايك كونر 555 ألف جنيه إسترليني مقابل امتلاك جزيرة ثورن الواقعة قرب ميناء ميلفورد هافن في منطقة بيمبروكشاير، ويلز.
لم يكن يدرك حينها أن المشروع سيتطلب منه عاماً كاملاً فقط لإعادة المبنى إلى حالة يمكن العيش فيها، إضافة إلى ميزانية وجهود ضخمة لإحيائه من جديد.
الحصن الذي شُيّد في خمسينيات القرن التاسع عشر، كان مخصصاً أصلاً لإيواء 100 جندي وحماية ميناء ميلفورد هافن من الهجمات الفرنسية البحرية.
وعلى مر السنين، تغيّر استخدامه؛ فبعد الحرب العالمية الثانية، تم تحويله إلى فندق استُخدم لإقامة حفلات الزواج وأعياد الميلاد والفعاليات الخاصة، قبل أن يتم بيعه في عام 1999.
في عام 2001، اشترته مجموعة فنادق «Von Essen» التي خططت لاستثماره وتحويله إلى فندق فاخر مزوّد بعربة معلّقة تصل إليه من البر الرئيس، مع رصد ميزانية بلغت 4 ملايين جنيه؛ لكن المشروع تعثر ولم يكتمل، وظل الحصن في حالة من الإهمال الكامل حتى قرر مايك شراءه.
بدأ كونر مشروع الترميم في ظل ظروف قاسية للغاية، يقول إن العمال كانوا يمضون أسبوعين متواصلين في الموقع دون وسائل راحة أساسية، وكانوا يضطرون لشحن هواتفهم باستخدام مولد كهربائي، والاغتسال بالسباحة في البحر. وأضاف: كانت الحياة هناك بدائية إلى أقصى حد، وكان العمل في غبار كثيف ومن دون مياه جارية تحدياً حقيقياً.
رغم التحديات، استطاع مايك تحويل الحصن إلى منشأة فاخرة تضم 40 سريراً، وأربعة حمامات داخلية، وناديًا ليليًا خاصًا.
وبعد أن أعاد إليه الحياة، قرر طرحه للبيع مجدداً مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني، أي أكثر من خمسة أضعاف سعر شرائه.
بمزاحٍ لا يخلو من الواقعية، قال كونر: البعض اعتبر ما فعلته أزمة منتصف العمر، وأنا بنفسي لم أكن أعلم تماماً ما الذي كنت أقحم نفسي فيه.
لكن النتيجة النهائية ربما تثبت أن المخاطرة الكبيرة قد تأتي بثمنها، ولو بعد سنوات من العمل الشاق.