خلال الساعات الأخيرة، اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الفيديوهات والصور التي تزعم تعرض فتاة تُدعى جيسيكا رادكليف لهجوم عنيف من حوت أوركا قاتل، ما أدى إلى وفاتها في مشهد مروع.
القصة انتشرت بشكل سريع، لكن، مع التدقيق في التفاصيل تتضح المفاجأة، أن هذه القصة ليست سوى شائعة ملفقة، لا وجود لها في الواقع.
التحقيقات الرقمية أظهرت عدم وجود أي سجل رسمي أو تقرير يؤكد حادثة كهذه، كما أن اسم جيسيكا رادكليف لم يظهر ضمن أي قوائم وفيات أو حوادث بحرية مرتبطة بالأوركا مؤخرًا.
مواقع تحليل الحقائق مثل "PlayersBio"، أكدت أن القصة مفبركة بالكامل، وأغلب الظن أنها صُنعت كجزء من محتوى رقمي مثير للجدل، مع استغلال صورة الحوت القاتل لإثارة الخوف لدى الجمهور.
رغم اسمه المثير، فإن الأوركا ليس حوتًا بالمعنى العلمي، بل هو أكبر أنواع الدلافين، حيث يعيش في مجموعات اجتماعية تُعرف باسم Pods، ولكل مجموعة "لهجة" صوتية خاصة للتواصل.
يبلغ طول الأوركا البالغ نحو 9 أمتار، ووزنه قد يصل إلى 6 أطنان، مع سرعة سباحة مذهلة تصل إلى 56 كم/ ساعة. ورغم مكانته كأحد أقوى المفترسات البحرية، فإن الهجمات على البشر في الطبيعة شديدة الندرة، وغالبًا ما تكون بدافع الفضول وليس الافتراس.
بحسب البيانات التي أشار إليها موقع "Periódico Correo"، فإنه لا توجد أي حالة مؤكدة لوفاة بشرية بسبب الأوركا في بيئتها الطبيعية.
اللقاءات التي تحدث بين الأوركا والبشر أثناء الغوص أو الإبحار غالبًا ما تكون سلمية أو ودية، حيث يقترب الحوت بدافع الفضول، ثم يبتعد دون أي سلوك عدواني، وحتى في الحالات النادرة التي وُصفت بأنها "تهديد"، لم تسجل أي إصابة قاتلة.
في البيئات المغلقة، مثل حدائق العروض البحرية، تم تسجيل عدة حوادث خطيرة، من أبرزها حادثة وفاة المدربة Dawn Brancheau عام 2010 على يد الحوت الشهير "تِليكوم".
وتفسر الدراسات هذه التصرفات بأنها نتيجة التوتر والضغط النفسي بسبب الحبس وغياب المساحات الواسعة التي تحتاجها هذه الكائنات الذكية، مما يؤدي أحيانًا إلى سلوكيات عدوانية غير معتادة.